شهد بالحداد - الدمام

منصة أطلقتها «مسك الخيرية» لتقييم ألعاب الفيديو دينيا ونفسيا وعقليا وأخلاقيا

تعد الألعاب الإلكترونية بيئة خصبة لظهور العديد من السلوكيات التي تؤثر على المراهقين والأطفال، ومن هنا أطلق مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، منصة «قيّم»، الأولى من نوعها في مجال ألعاب الفيديو بالتعاون مع مختصين تربويين ونفسيين لتقييم الألعاب، من خلال خمسة معايير أساسية تشمل الجوانب الدينية والنفسية والعقلية والأخلاقية والمالية، بما يساهم في رفع مستوى الوعي بالقيم لدى اللاعب والمربي.

» التوافق مع المتغيرات

وحول أهمية هذه المنصة وكيف يمكن أن تؤثر على المراهقين والنشء، وتساعد في تزويدهم ووالديهم بمعلومات موجزة تكشف محتوى هذه الألعاب، أكد الباحث في العنف الأسري والتربوي د. عبدالهادي البرية، أنه من المهم أن يتفهم المجتمع طبيعة التغير الذي يحدث لأفراده وأنظمته، وأنه بحاجة لبرامج تتوافق مع هذه المتغيرات. متابعا: لذلك فالمجتمع الحي يجدد أدواته وبرامجه وخططه ويطورها؛ للمحافظة على قيمه، فمثل هذه المنصات مهمة ولا ينبغي أن نختبئ من التغيرات المتسارعة، حيث أصبحت الآن العولمة أمرا مفروضا على الجميع في العالم كله، فأصبحت القيم والممارسات والعادات مكشوفة لدى الجميع ويمكن انتقالها بسهولة، لذلك نحن بحاجة لمثل هذه البرامج لفلترة كل ما يصل لأبنائنا.

» تنمية قدرات

وأشار البرية، إلى أن الطفل لا يحب الرقابة والقيود ولا يتقبل فكرة المنع، ويريد الحرية، مستطردا: ولكن نستطيع تدريجيا تنمية قدراته المعرفية في معرفة القيم السليمة من المعاكسة للأمن والسلامة، وتدريبه على ضبط رغباته للميل إلى التعلم.

وأضاف: كما يحتاج أولياء الأمور إلى وقت وجهد وخطط واستشارات، وسيكون هناك قبول إذا صاحبه تشجيع من المؤسسة والوالدين، فالتعاون من الأسر مع هذه المبادرة، يعزز تأثيرها على النشء والأطفال.

» أخطار متعددة

وذكر الباحث في العنف الأسري والتربوي، أن الدراسات أكدت خطورة الألعاب الإلكترونية، إذ قد يصل تأثيرها للتسبب بتغير إيديولوجية، لما يحمله بعضها من مضامين تنافي الشريعة. مضيفا: كما تؤثر على الجانب الاجتماعي؛ إذ يتسبب انشغال الطفل الدائم بها في انعزاله عن التواصل مع الآخرين والتأثير على تربيته وقيمه وربما نموه ومقاومته، فيصاب بالتعثر الدراسي ويصيح معرضا للأمراض لقلة الحركة.

» تقليص آثارها

وأوضح البرية أنه يمكن التقليل من مخاطرها من خلال بث الوعي، وابتكار برامج رقابية، وتوفير بدائل يقضي فيها الطفل أوقاته، بالإضافة لتشجيع الأسر للخروج من المنزل وممارسة ألعاب وهوايات مشتركة، مشيرا إلى أنه يمكن وضع مراقبة الألعاب والتطبيقات المشبوهة، ووضع حظر عليها لعدم السماح بتداولها.

» قادة التربية

من جانبها، أرجعت المدربة والمستشارة في الطفولة مها الحقباني، أهمية المنصة لانطلاقها من منظمة مرموقة وليس من قبل أفرادٍ مجتهدين فقط ما يجعلها أكثر وقعا في نفوس المتلقّين وأكثر تأثيرا وانتشارا. مضيفة: من خلال تعاملي مع الكثير من الأمهات وجدت أن الكثيرات منهنّ يغفلن خطورة تلك الألعاب، والبعض لا يعرف كيفية تقنينها بنجاح، بل ويجدن الأمر أشبه بالمستحيل أمام إصرار الأبناء، والتنافس في الحصول على أحدث الأجهزة، واللعب بأشهر الألعاب، بغض النظر عن ملاءمتها من ناحية المحتوى الأخلاقي والديني، فالأهل هم القادة في التربية وليس الطفل، فلا يعني إلحاح الطفل أن نستسلم لرغبته.

» الطفل شريك

وأكدت الحقباني أنه من المهم أن يكون الطفل مسؤولا وشريكا في البحث والاختيار للمحتوى المناسب له، فالمنع من قبل الأهل والتحكم الأبوي لا يكفي، بل يجب أن يصاحبه حوار وتوضيح للآثار السلبية، مؤكدة أن المنصة ساعدت في تقديم مادة مرئية توصل المفهوم ببلاغة وإيجاز وبإخراج متقن، بالإضافة لمنصة لتقييم الألعاب الإلكترونية.