كلمة اليوم

ضمن مجريات الأحداث الحاصلة في المنطقة حرصت المملكة على التهدئة لتجنيب دولها وشعوبها مخاطر أي تصعيد. وما حصل من تطورات تمثلت في قيام إيران باستهداف قاعدتين عسكريتين عراقيتين تتواجد فيهما قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، فإنها أصدرت بيانات تشجب فيها هذه الاعتداءات وتدين انتهاك السيادة العراقية، وتدعو مجددا إلى ضرورة ضبط النفس من قبل كافة الأطراف والحرص على عدم التصعيد؛ للحفاظ على أمن واستقرار دول الجوار.

تصريحات المملكة الداعية إلى تهدئة الأوضاع رافقتها تحركات دبلوماسية لمنع تصاعد الأزمة، والمتمثلة في الزيارة الرسمية لنائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان إلى أمريكا خلال اليومين الماضيين للمباحثات مع مسؤولين كبار من أجل بذل كافة الجهود الرامية إلى التهدئة وضبط النفس ودرء كل ما يؤدي إلى تصاعد الأوضاع على الرغم بمعرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات ناتجة عن الميليشيات الإرهابية التابعة للنظام الإيراني والتي تتطلب ضرورة إيقافها، إلا أن المملكة في ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع خاصة أن إيران تعودت على استخدام وكلائها في كافة الحروب التي خاضوها نيابة عنها منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس 1988، مكتفية بالصيت وادعاء القوة، عبر الفصائل والفيالق والأحزاب المدعومة من النظام، والتي تحارب بأسمائها الأولى بعيدا عن اسم الجيش الإيراني وهو تكتيك طالما جنّب النظام الإيراني المواجهات المباشرة مع القوى العظمى، على اعتبار أن من عاث في الأرض فسادا إنما هو أسماء الميليشيات التابعة لها والمتواجدة في أكثر من دولة عربية والذي مكن النظام الإيراني الاستفادة من هذا التكتيك الشبيه بحروب العصابات في عدوانها، دون أن تورّط جيشها مباشرة في تلك الحروب.

وهناك مسافة بين الجيش الإيراني كقوة رسمية وما تنفذه تلك الفصائل من اعتداءات وأعمال إرهابية في عدد من دول الجوار،جعل لبعض قياداتها مكانة كبيرة كالجنرال قاسم سليماني تجاوزتْ قيادة الأركان ووزراء الدفاع، وقد كشفتْ الأحداث التي تلتْ مقتله، وحفلة التهديد والوعيد بما ينبىء بحرب عالمية ثالثة، وتحديد عشرات الأهداف للثأر، حتى لو تم الاكتفاء ببضعة صواريخ بعضها ضلّ طريقه، والتي كشفت وهن الذراع في هذا النظام وجبروت اللسان.