عبداللطيف الملحم

بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وصلني سيل من الرسائل عبر البريد الإلكتروني من زملاء الدراسة الأمريكان من عسكريين ومحللين سياسيين عرفتهم من خلال مقاعد الدراسة الجامعية وأثناء التدريبات البحرية كل صيف والتي قطعنا خلالها المحيط الأطلسي 6 مرات على ظهر سفينة التدريب العملاقة التي تمتلكها الكلية. كانت كل الرسائل تعطيني أدق التفاصيل حيال ما حدث في الحادث الإرهابي الذي أدى إلى انهيار برجي التجارة وقتل فيهما اثنين من زملاء الدراسة ونجا عدد ليس بالقليل من الزملاء ممن كان يعمل في هذين البرجين. وفي المقابل أيضا كان كثير من خريجي الكلية من الأكثر مشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والتحقيقات وغيرها من الأمور الكثيرة التي حدثت في تلك الفترة. وبعد فترة تم تكريم الكلية بأساليب مختلفة منها أنه تم اختيار الفرقة العسكرية الموسيقية التابعة للكلية لتعزف النشيد الوطني الأمريكي في ملعب «اليانكي» في إعادة افتتاحية بطولة البيسبول التي توقفت لفترة بسبب أحداث 11 سبتمبر. وفي أوقات لاحقة ففي كل مرة يأتي ذكر الدور الإيراني في أحداث 11 سبتمبر.... وخلال فترة بسيطة بعد الحادث الإرهابي انكشفت خيوط التورط الإيراني التي لم يعرها الكثير من الاهتمام رغم البصمات الإيرانية التي كانت موجودة منذ تلك الفترة.

السؤال الذي طرحه كثير من المحللين بعد ضربات 11 سبتمبر كان عن كيفية تحرك القاعدة أو من يساندها. فحركتها مراقبة في باكستان وأفغانستان. فلا مكان لهم غير إيران يتحركون من خلاله في وقت برز اسمها في كل ورقة تمت كتابتها عن أسماء من قام بتنفيذ العملية الإرهابية. فقد سمحت لهم بحرية الحركة وتواجد على أراضيها أفراد أسر الإرهابيين رغم الاختلاف الأيديولوجي بين ايران وبين أعضاء القاعدة. وفي هذه الفترة تم الحديث عن هذه الأمور من جهات رسمية. وتم تفصيل نقاط كانت عالقة حول بعض أعضاء منفذي العملية، بل إن جهات رسمية إيرانية أبلغت مراقبي الجوازات الحدودية بعدم ختم جوازات أسماء معينة ومن جنسيات محددة لكي يثير ذلك شكوك أي جهات استخباراتية. ولاحقا تبين أن هناك من قام بزيارات لإيران من مطار دمشق، بل إن ثلاثة ممن نفذوا عملية 11 سبتمبر كانوا على متن طائرة سافرت من بيروت إلى طهران قبل الحادث بعدة شهور وكان أحد مسؤولي حزب الله على نفس الرحلة. وبهذا يتضح مدى اختراق أو تعاون إيران مع إرهابيي القاعدة.