عبدالرحمن السليمان

قبل عقود أنشأ معهد العاصمة النموذجي قاعة للعروض الفنية، كانت الأكثر سعة في العاصمة الرياض، وجدت فيها الرئاسة العامة لرعاية الشباب فيما بعد مكانا ملائما لمعارضها المركزية الكبيرة التي كانت تقيمها (معارض الفن السعودي المعاصر ومعارض المقتنيات ومعارض المراسم) وغيرها، كانت القاعة المكان الأنسب للأعداد الكبيرة من الأعمال التي تمنحها الرئاسة اهتمامها بالاقتناء أو جوائزها المتقدمة، بعد أعوام من قيامها أطلق عليها اسم الأمير فيصل بن فهد، وهو الذي أخذ الفن التشكيلي السعودي إلى الانطلاق داخليا وخارجيا، ودعم بتوجيهاته وحضوره الشخصي المعارض التي كانت تقيمها الرئاسة وغيرها، كانت التسمية في محلها، بل إن الأمير الراحل يستحق إطلاق اسمه على مواقع ثقافية كما هي الرياضية، وهو الذي وقف خلف الانطلاقة التشكيلية في إطارها الجماعي والرسمي بعد أن كانت جهودا فردية متفرقة في الستينيات وبدايات السبعينيات.

قبل أيام تمت إعادة افتتاح القاعة في حلة جديدة وباسم (مساحة)، والمعرض الذي استضافته القاعة (حكاية مكان)، عبر عن رحلة عقود لأسماء كان لها حضورها المبكر، أما المجدد فهو معهد مسك للفنون الذي أشرق حضوره وحيويته قبل أعوام من خلال برامجه الفنية البصرية المتنوعة. في (مساحة) قدم أكثر من مائة عمل فني استعادت تاريخ الفن السعودي. عرضت أعمال عبدالحليم رضوي ومحمد السليم وعبدالله الشيخ وصفية بن زقر وطه صبان وعبدالله حماس وضياء عزيز وأسماء أخرى بلغت 45 فنانا وفنانة لها حضورها ومشاركاتها وأهميتها.

يرسم معهد مسك حالة من الجمال والتفاؤل من خلال استضافة أسماء كثيرة حضرت الافتتاح مع مشاركتها التي بعثت في النفوس الكثير من الفرح بقادم أجمل، يوازي بين كافة الأسماء والتوجهات والتيارات الفنية التي رسمت خارطة الفن التشكيلي السعودي.