صالح المسلم يكتب:

أن تكتُب حروف فرح.. وتغريدة فرح.. وترسُم لوحات فرح فذلك أمرٌ يسير وليس بتلك الصعوبة أو المُستحيل.. ولن يتوقف قلمُك كثيرًا لتختار الكلمات أو تحتار بأي الجُمل تبدأ، ولا من أين تنتهي.. ولكن القضية والصعوبة حين يقف قلمُك وترتجفُ يدك، وتبحثُ عن كلمات لتكتب عن الحزن والفقد والألم، والأصعب أن تكتب مقالًا عن رجُل أحب الناس فأحبوه.. أعطى بدون مُقابل.. سخّر عُمره للخير والأعمال التطوعية.. زرع مفهوم الإيجابية ومعنى الابتسامة وعمل الخير.. أن تكتُب عن الرحيل فذلك والله يحتاج إلى وقفات وشجاعة.. وأن تكتُب عن «نجيب الزامل» بحد ذاته تحتاج إلى قوة.. قوة المشاعر.. وقوة الحروف.. وقوة المعاني.. فليس بالهيّن عليك أن تكتُب عن إنسان تعلّمت منه الكتابة.. وليس بالهيّن أن تكتُب عن الوفاء لرجل تعلمت منه الوفاء.. ولا عن شخصية تملك «كاريزما» تجعلك تقف حائرًا أمام قلمك.. من أين أبدأ.. وكيف أنتهي.. وأنت لا تنتهي يا «نجيب».

فمثلك لا يموت، وإن ذهبت روحك الطاهرة إلى ربها فستبقى خالدًا في أذهاننا وعقولنا.. ولن تغيب صورتك عن وجداننا، فأنت زرعت فينا الصورة الحية الباقية إلى الأبد.. وثمرات زرعك ستنمو وتبقى، وسيكون للجيل بعد الجيل منك خيرات يقطفونها فوالله إنك لم تمت في أذهاننا ولن تموت في عقولنا.

«النجيب لا يموت».. نعم يبقى خالدًا وتبقى أعماله محفورة بماء الذهب.

التقيته مرات عدة لم ألحظ أنه تغيّر.. وأنه يتصنع.. وأنه ذلك الإنسان.. لم يكن هو في تلك المرحلة.. أنه واحد، وزمنه واحد، ووجهه واحد.. وابتسامته واحدة في السّراء، والضّراء.. سيُقابلك بنفس الابتسامة وبنفس الروح.

«النجيب لا يموت» كونه قد زرع الحُب والخير لمن حوله ومن قابله.. فها هي تُثمر.. وتنمو.. وتتكاثر.. فهنئًا لك بتلك الدعوات التي جاءتك من البشر ومن عشرات الساجدين.. والراكعين.. ومن الأُمهات والشباب والشابات وهنيئًا لك بتلك الروح الطيبة التي بإذن الله رجعت إلى ربها راضية مرضية.

اللهم ارحم عبدك وحبيبك «نجيب الزامل» واجعل منزلته مع العليين والنبيين والشُهداء والصالحين.. رحمةُ الله عليك، ولن تموت في أذهاننا يا «نجيب».