صحيفة اليوم

شركات الهيدروكربونات مسؤولة عن سلامة البيئة

«العالم عليه إظهار احترام أكبر نحو موارد الطبيعة».. كبيرة مسؤولي التنقيب في شركة كوزموس

مع محاولة معظم شركات النفط العالمية إيقاف عدد من عمليات التنقيب الخاصة بها أو على الأقل الحد من ميزانيتها بهدف تقليص الإنفاق، تضرب السيدة تريسي هندرسون Tracey Henderson، كبيرة مسؤولي التنقيب في شركة كوزموس للطاقة Kosmos Energy، والمسؤولة الرئيسية عن أحد أكبر مشروعات التنقيب حول العالم في موريتانيا، مثالا رائعا حول كيف يمكن إدارة ذلك النوع الضخم من المشروعات، مع الإبقاء على الحس البيئي تجاه المحافظة على سلامة المناخ، ومقاومة تغيراته بأقصى قدر ممكن.

وتقول «هندرسون»: إن العالم يتوجب عليه «إظهار احترام أكبر نحو موارد الطبيعة، وقضية تغير المناخ»، وإدراك العلاقة الوطيدة بين تلك القضية ومجال التنقيب عن الوقود الأحفوري. مضيفة إن شركات الهيدروكربونات العالمية عليها أن تكون جزءا من الحل وليس المشكلة، وذلك من أجل الحفاظ على مستقبل القطاع في أمان.

ومن المعروف أن معضلة تغير المناخ كانت بمثابة محور تركيز وحجر أساس لكثير من خطط شركات النفط العالمية، ولكن استجابة تلك الشركات نحو القضية تختلف من مؤسسة لأخرى، حسب طبيعة المؤسسة، والأهداف الموجودة من حملاتها الاستكشافية.

وحسب «هندرسون» يقع على عاتق فئة الشباب العاملين بالقطاع من الشباب الأصغر سنا المسؤولية الأكبر في هذا الصدد، حيث تعتمد عليهم شركاتهم ومؤسساتهم في إيجاد ذلك الرابط القوي، بين استمرار العوائد، والنجاحات التي تحققها مؤسساتهم، والحفاظ على بقاء المناخ دون حدوث تغيرات عنيفة.

وتشير الخبيرة النفطية، التي تعد إحدى النساء القلائل في قيادة ذلك القطاع العالمي المحوري، إلى أن الفكر العالمي بأسره يتغير الآن فيما يتعلق بتغيير المناخ واستكشاف المنتجات النفطية والوقود الأحفوري. وتقول: «الواقع أن العالم يتغير فيما يتعلق بتغير المناخ والوقود الأحفوري بسرعة، حيث كانت هناك مخاوف قديمة تدور حول إمكانية الحد من الطلب العالمي على النفط، ولكن الواقع يؤكد أن الطلب لا يزال يتزايد، وسيظل النفط والغاز عنصران لا غنى عنهما في هذا السوق، بهدف تلبية احتياجات العالم من الطاقة في المستقبل المنظور».

على الجانب الآخر، هناك اعتراف ضمني من قبل معظم الشركات العاملة باستكشاف الوقود الأحفوري بأن تغير المناخ يمثل مشكلة عالمية، تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية للتغلب عليها.

وتقول «هندرسون» عن تلك الشركات: «إنهم يتخذون بالفعل خطوات للتحرك نحو استخدام مزيج انبعاثات الكربون الأخف في العمليات الخاصة بهم».

وحتى الآن، يعتقد معظم الخبراء أن ذروة الطلب على النفط ستأتي في وقت أبكر بكثير من ذروة الطلب على الغاز؛ لأن الغاز هو مصدر أنظف للطاقة من النفط وله مستقبل أبعد. ويعد 1 من 3 مصادر طاقة متجددة أخرى، يمكنها الحصول على حصة سوقية متعاظمة في قطاع الطاقة، حيث تأتي بعده الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.