محمد العويس - الأحساء

مع اشتداد برودة شتاء محافظة الأحساء، يبدأ مزارعو الأحساء في الاستغناء عن بعض النخيل غير المنتجة، والتي قد لا يستفيد منها المزارع، حيث يتم جمع النخيل للاستفادة من جميع أجزائها.

والأهم هو انتعاش موسم لب النخيل أو ما يسمى بـ «الجمار»، والذي يعرف بين دول الخليج بـاسم «الحيب»، وسط إقبال كبير عليه من قبل الأهالي في الأحساء وخارجها من مناطق ومدن المملكة ومن دول الخليج ممن يجدون في «الجمار» القيمة الغذائية الكبيرة؛ لاحتوائه على الفيتامينات.

ويحرص كثير من أهالي الأحساء وزوار المحافظة على مشاهدة كافة خطوات استخراج الجمار الذي يقوم به المزارع نايف العريفي في عدد من المواقع ومن أهمها موقعه الحالي بالقرب من جبل الشعبة.

وقال العريفي: الكثير من الزوار يأتون إلى هنا لمعرفة طريقة استخراج الجمار والتعرف على فوائده، مؤكدا أن الفترة الحالية تمثل أهمية كبيرة لنا في إخراج هذا الجذب، فهي فترة موسم ومناسبة جدا لوجوده، وهي تمثل مصدر رزق لي ولمن يعمل بها، خاصة إنني وإخواني نعمل به لأكثر من 20 سنة.

وأضاف العريفي: إذا كان هذا الجمار وجد طلبا كبيرا من الأهالي في الأحساء، فهو أيضا مطلوب وبشكل كبير لدى الأهالي في دول الخليج، بل إن هناك من ينتظر هذا الموسم لقطع المسافات الطويلة لشرائه، وهناك من يطلب إيصاله إليه، ولذلك الحركة حاليا كبيرة والطلب متواصل عليه؛ نظرا لاحتوائه على الفيتامينات، كما أنه يعتبر من المواد والمأكولات المغذية كثيرا للجسم.

وأوضح العريفي أن عملية استخراج هذا اللب ليست بالأمر السهل، فهي تتطلب جهدا كبيرا وعملا تكون بدايته بقطع النخلة التي تكون عن طريق الفسال أو النخلة المعيقة لطريق أو ما يتم من إعمار الأرض، لذلك تكون هناك استفادة منها عن طريق التجذيب لها، وهي تتطلب وجود أدوات خاصة منها الهيب، وبعد عملية القطع بالهيب تبدأ الخطة الثانية، وهي تعتبر مرحلة التخفيف ومن ثم الخطوة الأخرى وتسمى بعملية التصفية، ثم تتم عملية الفرز للكرب عن الجذب وصولا للمرحلة الأخيرة التقذيل والحصول على الجمار الذي ينقسم إلى نوعين حلو ومر، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف باختلاف الحجم، وهي تتراوح ما بين 50 إلى 120 ريالا.