ذي غارديان

قالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية إن أزمة اللاجئين تفضح أسوأ ما في أوروبا أمام العالم.

وبحسب مقال لـ «هسياو هونغ باي»، فإن الناجين من عبور البحر المتوسط إلى القارة لا يجدون سوى العنصرية والتخويف والسجن.

ومضت الكاتبة تقول: خلال العقد الماضي، أضحت الهجرة قضية سياسية ملحّة، ليس فقط مع نشاط هجرة الأفراد عبر الحدود على المستوى العالمي، لكن مع جهود الحكومات المختلفة لإقامة الجدران والأسوار لعرقلتهم، خاصة مع صعود المد القومي عمومًا واليمين المتطرف خصوصًا.

» مؤامرات الغرب

وأشارت هونغ باي إلى أنه، رغم أن الهجرة من الجنوب إلى الشمال، والتي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتراث الاستعمار ومؤامرات الغرب العسكرية، ظاهرة مستمرة منذ عقود، إلا أن السنوات الماضية شهدت أعدادًا أكبر من المهاجرين من الجنوب إلى الشمال، فضلًا عن فرار مئات الآلاف من المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، من الفقر المدقع وعدم الاستقرار السياسي والحروب وأزمات المناخ في الدول التي تدمرها المؤسسات المدعومة من الغرب.

وبحسب الكاتبة، فإن ليبيا كانت دائمًا الوجهة المفضلة للعديد من الأفارقة جنوب الصحراء؛ بسبب فرص العمل المتاحة بها.

وأضافت: لكن بعد الربيع العربي 2011 وتدخّل حلف الناتو في ليبيا، ظهر مجتمع ينعدم فيه القانون، وسادت الكراهية العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراء؛ ما دفع كثيرين منهم إلى الفرار من العمل القسري والتعذيب والمغامرة عبر رحلة بحرية خطيرة عبر البحر المتوسط.

ولفتت إلى أنهم عندما هبطوا في أوروبا وجدوا أنفسهم يواجهون خطابًا عنصريًا يلقي باللوم عليهم في التسبب بالأمراض داخل مجتمعاتهم الجديدة، وأردفت: مع غرق عشرات الآلاف في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، تصوّرت القارة العجوز أنها ضحية أزمة مهاجرين أو لاجئين.

» غزو وصراع

وأوضحت أن الطريقة التي يتم بها تصوير الهجرة إلى أوروبا على أنها غزو للثقافات وصراع للحضارات تشبه مبررات العصر الاستعماري، التي تنظر إلى الآخرين باعتبارهم أدنى الكائنات من الناحية العرقية.

وشددت هونغ باي على أن الفكر الاستعماري ما زال يلقي بظلاله على مناقشة قضايا الهجرة، ويشكّل السياسات المناهضة للمهاجرين، حيث قام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ نظام النقاط الساخنة، كما عمل على تصفية الأشخاص وتصنيفهم على أنهم طالبو لجوء أو مهاجرون اقتصاديون.

وأضافت: كما كثّفت الدول الأوروبية من الدوريات على حدودها الجنوبية، كما تمّ فرض العديد من القيود على نشاط المنظمات غير الحكومية للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط، وتضيف: بات الوضع غير القانوني للمهاجرين وطالبي اللجوء يمنعهم من زيارة أوطانهم؛ ما أجبرهم على العيش حياة غير مرئية وغير شرعية ومحاصرين ومعزولين.

ولفتت إلى أن حركات احتجاج المهاجرين في دول أوروبية عدة تظهر أن هناك الكثير من التصميم والاستعداد للكفاح من أجل تنظيم وضع الهجرة، متحدية النظام الذي يعمل على تهميشهم وفصلهم عنصريًا.

ودعت الكاتبة إلى ضرورة وجود طريقة مختلفة للنظر إلى الهجرة من خلال بديل حقيقي يعالج الفكر الاستعماري الذي يتعامل معها.