اليوم ـ الدمام

* توفي في ماليزيا ونعته وزارة الإعلام ورثاه مشاهير الثقافة

لم يكن يستطيع من عرفك إلا أن يقع في حبك، ومن فقدك إلا أن تجرفه رياح الحزن على رحيلك.. عبارة قصيرة كتبها الشاعر السعودي حبيب المعاتيق في رثاء الإعلامي الراحل نجيب الزامل. كانت تغريدة من عشرات الألوف من التغريدات التي لاحقت وسم #نجيب_الزامل منذ صباح أمس السبت، بعد انتشار نبأ وفاة الزامل في ماليزيا.

ولم يكن لرحيل رجل بحجم نجيب الزامل إلا أن يُحرّك مشاعر السعوديين بسخاء، نعياً ورثاءً وتأبيناً، حتى فاضت مواقع التواصل الاجتماعي باسمه بلا توقف طيلة نهار أمس، وما زالت مستمرّة.

أيقونة التطوع

نجيب الزامل.. الكاتب.. الإعلامي.. أيقونة التطوع.. عضو مجلس الشورى.. رجل الأعمال.. كلُّ هذه الصفات اللازمة ظهرت أمس في شخص واحد، لكنّ هذه الألقاء التي تقوم مقام صفة المهنة، تراجعت كثيراً أمام وصف شخصيات كبيرة على المستوى السعودي..

القلب الأبيض.. الإنسان.. المحب.. وحضرت كلماته التي طالما رنّت في فضاء الإنترنت منذ سنوات ”الصلاة تُغيِّرنا، ونحن نُغيِّر العالَم”، وتوالت شهادات الناس عنه.. الدكتور تركي الحمد أدلى بشهادته مغرداً عرفت المرحوم نجيب الزامل منذ أكثر من أربعة عقود من الزمان، فقد تزاملنا في كلية التجارة، جامعة الرياض، وكان اكثر ما يميزه ضحكته الصافية، وابتسامته الدائمة، وشغفه بالمعرفة.

وما هذه الشهادة إلا واحدة من عشرات ألوف أكدت شعبية استثنائية للكاتب الزامل، ووُصف الراحل بأنه أيقونة التطوع استناداً إلى نشاطه التطوّعي المتنوع والمؤثر عبر كثير من البرامج والأنشطة التي عُرف بها.

وقال السفير أسامة نقلي تعارفنا افتراضيا على ساحات تويتر، ووجدته عميق الطرح، دمث العبارة، موسوعي الثقافة.. لنلتقي واقعياً بعد حين وكأننا أصدقاء منذ الطفولة .. فوجدته انساناً جميلاً كما هو فكر جميل.. احبه الناس .. اللهم فاجعله ممن احببت، وتقبله قبولاً حسناً.

مجموعة قدوات

ووصفه خالد الباتلي بأنه لم يكن مجرد كاتب أو ناشط فقط.. كان مجموعة قدوات تمشي بيننا.. تراه.. تسمعه.. تقرا له.. تشعر بعدها بالراحة وتؤمن أن كل شيء ممكن ولا شيء مستحيل.

فيما قال عنه الممثل فايز المالكي رحيل الاحباب غصة قلب لا تموت حتى نموت.

ورثته أسماء العليان لم أسمع عنه يومًا إلا وذُكِر اسمه بكل خير. ارتبط اسمه بالعطاء والإنسانية والعمل التطوعي. حتى في أحلك الأحداث المتوترة، كان دائمًا رجلًا معتدلًا ومتواضعًا.

وأبّنه المغرد محمد بن طرجم فقال فقدنا اليوم الطهر، وفقدنا اليوم التواضع، وفقدنا اليوم البهجة، وفقدنا اليوم الصدق، وفقدنا اليوم العطاء، وفقدنا اليوم الكلمة، فقدنا اليوم #نجيب_الزامل و يالعظمة هذا الفقد، وما سيخلفه من فراغ كبير.

ووصفه د. عبدالله الشهري بأنه الرجل الذي اجتمع على محبته الجميع باختلاف توجهاتهم.

ترند سعودي

وسارعت وزارة الإعلام إلى نعيه، علاوة على مؤسسات ثقافة وأهلية. ولم يكد النهار يصل إلى منتصفه حتى تحول الكاتب الذائع الصيت إلى وسوم ثلاثة #نجيبالزامل، #وفاةنجيبالزامل #نجيبعبدالرحمن_الزامل.

وسرعان ما حقق الوسم الأول ترند في سويعات قليلة، وتزاحم على نشره والتعليق حوله والكتابة فيه آلاف من المغردين، أمراء، وإعلاميين ومسؤولين ودبلوماسيين ومثقفين ومشايخ ومشاهير في المملكة.

كاتب في اليوم

نجيب عبدالرحمن الزامل، سجّل سيرته الذاتية انطلاقاً من الكتابة الرصينة المعتدلة، واستحوذ على إعجاب قرّائه ومتابعيه منذ أكثر من عقدين.. ولسنواتٍ طويلة حرص الزامل على حضوره ضمن كتاب اليوم، في الصفحة الأخيرة، وحظيت كتاباته المنفتحة بمتابعات لافتة، نظراً لتمتعه بروح الكاتب المتنوع في أفكاره وطرحه وسلاسة أسلوبه، ناهيك عن مضامينه الوطنية والاجتماعية التي اجتذبت إليه آلاف القراء والمحاورين. وقد تمكن برقيّ طرحه ولغته من قلوب الناس.. وأمس علّق أحد المغردين قائلاً انظروا لفقده في عيون محبيه الذين لا تربطهم علاقة مباشرة به. وعلّق فؤاد الفرحان نحن الذين لم نتشرف بلقائه من قبل فنعرفه من كلماته الطيبة ومقالاته وتفاؤله الدائم وحبه للحياة. ما عرفناه إلا ناشراً للخير وكل ما يقود إليه.