مصطفى محكر - الخرطوم

أكد سياسيون ومختصون أمنيون سودانيون أن حالات الانفلات الأمني التي تلت احتفالات البلاد بذكرى الاستقلال، في الخرطوم وبعض الولايات، تقف خلفها جهات لم يستبعدوا أن تكون من أتباع المخلوع وجماعة «الإخوان»، لافتين إلى أنها لا تريد استقرار الوطن في ظل الحكومة الانتقالية.

وهاجم متفلتون ليل الخميس أطباء وطاقم تمريض مستشفى «أم بدة» النموذجي بالسواطير والأسلحة البيضاء، فيما هاجم آخرون احتفالات ساحة الحرية، وهشموا زجاج السيارات وسرقوا محتويات بعضها. وشهدت أيضا منطقة الحلفايا بعض التفلتات، وسُجل عدد من حالات الفوضى والاضطراب في مدن ود مدني وبورتسودان، الأبيض وسنار، وولايات في غرب البلاد.

» مرفوض ومستهجن

وفي حديث لـ«اليوم»، قال أستاذ القانون، د. محمد عمر محمد: الذي حدث أمر مرفوض ومستهجن، وهو بطبيعة الحال يصب في مصالح جماعة بعينها، حتى وإن لم تقم هي بهذا الفعل فهو بإيعاز منها، حتى تظهر أن البلاد تعاني ضعفا أمنيا نتيجة التغيير الذي جرى من خلال الثورة التي خلعت «الإخوان». وأضاف: على الحكومة أن تستعد جيدا، فالتوقعات تشير إلى أن هذا النشاط سيتضاعف خلال الأيام المقبلة، لذلك على الجهات الأمنية أن تكون في كامل جاهزيتها لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والعباد.

» أذناب المخلوع

وقال العضو بقوى الحرية والتغيير طه محمد يس: من المؤكد أن أذناب النظام الإخواني يقفون خلفها، فهم يتوهمون بأن الشعب سيندم على خلعهم إذا ظهرت الفوضى، وتابع: هم لا يدركون بأن السودانيين لن يتصالحوا مع من نهب ثرواتهم ودمر بلادهم. وأضاف يس: اللافت أن معظم إفادات الذين قبض عليهم، كانت متضاربة وغير محددة، ما يشي بوجود جهة زينت لهم إحداث تلك التفلتات والأفعال القبيحة.

» المظاهر السالبة

من جانبه، شدد المسؤول السابق بالداخلية، اللواء م. ربيع يس، على أن الشرطة قادرة على قطع الطريق أمام تلك المظاهر السالبة في وقت وجيز.

وقال اللواء م. يس: من الطبيعي أن يقف بعض السياسيين من العهد البائد وراء تلك التفلتات، خاصة أن الخصومات السياسية في بعض الأحيان تتجاوز مصلحة الوطن والمواطن.