ترجمة:إسلام فرج

الحلف يواجه تحديات عدة إلى جانب علاقات تركيا المتهورة

قال موقع «انترناشيونال بوليسي دايجست»: إن التحركات العسكرية الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تستلزم إعادة النظر في وضع أنقرة كعضو في حلف شمال الأطلنطي.

» إجراءات محتملة

وبحسب مقال بالموقع لـ «لويس سافولا»، ففي وسط الأنباء التي تحدثت عن قيام أردوغان بعمليات عسكرية ضد الأكراد السوريين، أكد العضو الديمقراطي بالكونجرس رو خانا، أنه إذا استمرت تركيا في توغلها، يجب على الكونجرس اتخاذ إجراءات تشمل تعليق المساعدات الاقتصادية، ووقف مبيعات الأسلحة، وإعادة النظر في وضع تركيا بحلف الناتو.

وقال الكاتب: «يُعد تعليق المساعدات ووقف مبيعات الأسلحة تهديدات متكررة ضد دول غير متعاونة، ومع ذلك، فإن تفكير النائب خانا في إعادة النظر بوضع عضوية تركيا بالناتو جريء للغاية، لكن في الحقيقة أنقرة على هذه الحال هذه الأيام».

وأضاف الكاتب: «لكي نكون منصفين، لا يوجد حكم في المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو ينظم تعليق حقوق العضوية، ناهيك عن الطرد، مما يجعل هذه الخطوة تاريخية حقًا».

» علاقات مزعجة

وأكد الكاتب لويس سافولا أن «الناتو» يواجه بالتأكيد تحديات عدة، إلى جانب علاقات تركيا المزعجة، وكما كتب سنان أولغن، رئيس مركز أبحاث في إسطنبول، مؤخرًا في فورين بوليسي، يواجه الحلف سؤالًا في يوم ميلاده السبعين حول أفضل السبل للاحتفاظ بتماسكه السياسي في بيئة تنتشر وتتنوّع فيها التهديدات.

وأوضح «سافولا» أن تركيا في عهد أردوغان من بين أهم الصعوبات التي تواجه الحلف، لافتًا إلى أن سوريا ليست سوى واحدة من انتهاكاتها الأخيرة.

وزاد: «الحكومة التركية مقتنعة منذ زمن طويل بأن البيشمركة الكردية التي تعمل على الحدود التركية السورية مرتبطة بجماعات إرهابية تقاتل في جنوب تركيا، مثل حزب العمال الكردستاني».

» رفض وغضب

وذكر الكاتب أنه ومع ذلك فقد «دعمت الولايات المتحدة الجماعات الكردية منذ فترة طويلة، في الآونة الأخيرة كدرع ضد داعش، وفي خضم الرفض الدولي، أمر أردوغان القوات المسلحة التركية بغزو شمال سوريا، وهي منطقة توجد بها وحدات حماية الشعب الكردي».

وأشار إلى أن هذا لم يضع تركيا في تعارض مع حلف الناتو فحسب، بل أثار غضبًا أيضًا؛ بسبب أعمال العنف المعادية للأكراد التي ارتكبتها القوات التركية وحلفاؤها.

ونوّه الكاتب إلى أن القضية الأخرى هي علاقات الدفاع التركية مع روسيا، مشيرًا إلى أن أردوغان وبوتين عمّقا العلاقات بسرعة على جبهات متعددة في السنوات الأخيرة.

واستطرد: «أصبحت مشتريات تركيا من نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 مصدر قلق كبير، حيث تشعر واشنطن بالقلق إزاء أمن برنامجها للطائرات القتالية من طراز إف 35، فضلًا عن وجود مخاوف من أن بوتين يخطط لإبعاد شريك إستراتيجي، كما أن أردوغان هدّد بتقييد الوصول إلى قاعدتين أساسيتين للقوات الأمريكية في تركيا، وذلك في حال اختارت واشنطن فرض عقوبات على تركيا بسبب علاقاتها مع روسيا».

» علاقات باردة

ووفقًا لـ «سافولا» لطالما كانت علاقات تركيا مع حلفاء الناتو باردة، لقد هدّد أردوغان مرارًا بإلغاء صفقة اللاجئين التي أبرمت مع أوروبا لإعادة توطين العديد من المهاجرين في الأراضي التركية، مستخدمًا ذلك كعنصر سياسي قوي، كما قارن بين تصرفات السلطات الألمانية والهولندية، وبين أعمال النازيين، ناهيك عن حقيقة أن تركيا واليونان ما زالتا تشتبكان مع تركيا حول الحدود البحرية في البحر المتوسط.

وأردف: «في هذا الشهر فقط، مع استمرار السياسة الخارجية، استخدم أردوغان حق النقض لتركيا لإيقاف خطة دفاع لدول البلطيق وبولندا، متهمًا أن الناتو يعطي الأولوية لأمن شمال أوروبا على مخاطر البحر المتوسط».

وتابع: «إجمالًا، كما يقيم الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن أ. كوك، فإن القادة الأتراك يسعون بدلًا من التحالف الإستراتيجي، إلى وضع إقليمي يسمح لأنقرة بتشكيل البيئة الجيوسياسية المباشرة، وزيادة النفوذ الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والعسكري التركي إلى أقصى حد».

وأشار في ختام حديثه إلى أن هذه هي المشكلة فيما يخص تركيا، موضحًا أنها دولة عازمة على ما يبدو على استعداء حلف الناتو، باستخدام موقعها في التحالف.

وشدد على أنه في حال استمرار التورط التركي، فسيبدو الطرد هو الخيار الأكثر منطقية.