د. ريم الدوسري

شاهدنا الأسبوع الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وثقت بعض الأفعال المشينة، التي قام بها بعض الشباب -إناثاً و ذكوراً- في إحدى الفعاليات بمدينة الرياض. تصرفات فردية مسيئة لنا كسعوديين ومخالفة للذوق العام، فلا دين ولا عرف يقبلها. أفعال غير لائقة، جريئة وتتخطى أسوار العادات والتقاليد.

المحزن أن تلك الفيديوهات لم تكن محصورة بيننا كسعوديين، فنحن ستر وغطى على بعضنا البعض، لكنها انتشرت كما النار في الهشيم على المواقع العالمية. وليس من مصلحتنا أن تنتشر هذه الصورة، فقد تؤثر سلباً على قطاعي السياحة والترفيه. وهو ما بدأ حديثاً وانطلق كالصاروخ وجعلنا نفخر بما تم تقديمه، حيث ستكون هناك عوائد ضخمة على البلاد كما تم التخطيط لها في إطار تحقيق رؤية 2030.

لدينا ثقة عالية بالأجهزة الأمنية السعودية، فنظام التحرش مجّرم في المملكة وفق أحكام الشريعة الإسلامية. وما أثلج صدورنا كمواطنين ما صرح به المتحدث الإعلامي لشرطة الرياض بأنه في إطار متابعة الجهات الأمنية لمهامها تم القبض على 38 متهماً في قضايا تحرش مختلفة بعد توافر الدلائل على تورطهم، و60 مخالفا للذوق العام (23 رجلا و37 امرأة)، وشملت المخالفات ارتداء ملابس غير لائقة في الأماكن العامة، وأفاد بأنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.

لابد أن تكون عقوبة المتجاوزين والمسيئين صارمة حتى لا تتكرر هذه الأفعال، ولتردع من تسول له نفسه ذلك بالمستقبل. ومن المهم أن يعلموا أن المملكة دولة قانون تضمن للجميع حقوقهم وأمنهم، المواطن والمقيم والسائح على حد سواء. وذلك جلي كون الأجهزة الأمنية وفرت وسائل اتصال يستطيع أي شخص تعرض أو شاهد جريمة تحرش البلاغ عبر تطبيق «كلنا أمن» أو الاتصال بالأرقام التالية (999 و911 و996)، علمًا بأن النظام كفل السرية التامة للمعلومات وهوية المجني عليه.

كما أن سن تشريعات جديدة لمكافحة التحرُّش من شأنها وضع حد لتلك الحوادث كالتشهير بهم ونشر العقوبات التي قررت بحقهم، لنضمن للسياحة والترفيه أن يكون بأمان وسلام بعيداً عن هؤلاء المتحرشين.

المحافظة على الذوق العام هو سلوك ينبع من المسؤولية الذاتية من خلال معرفة الحدود والالتزام بها، وتعد أهم من العواقب الموضوعة، وهناك مقولة بالإنجليزي تهيب بالانطباع الأول ( Making a great first impression ) لأن الشخص سيقيمك عندما تقابله للمرة الأولى.

لذا يجب علينا أن نكون حريصين لنترك أفضل انطباع للعالم في الرقي ونكون قدوة بأخلاقنا الإسلامية لنجذب أكبر عدد من السائحين. فبعضهم يتوجه للمملكة للمرة الأولى وما نترك في أذهانهم من صور حضارية هي ما سينقلونه معهم لبلدانهم مع الهدايا التذكارية، وهذا ما سيغير الفكرة النمطية المنطبعة لدى الغرب عن المملكة.

@DrAL_Dossary18