عبداللطيف الملحم

في يوم الإثنين 18 فبراير 1952م أصبحت تركيا عضوا في حلف الناتو. ولكن الواقع هو أنها في ذلك الوقت أصبحت عضوا سيتم من خلاله تنفيذ أي مخطط أو عمل استخباراتي في محيط العالم العربي أو الإسلامي. وإضافة لذلك فلديها جيش بعقيدة عسكرية تتمتع بعدم المحاسبة لما ممكن أن يجري في الميدان. وأما أحد الأسباب التي تعني الحلف بدرجة كبيرة هو أن انضمامها كان وقت الحرب الباردة وقريبة من أراضي الاتحاد السوفييتي ودول المعسكر الشرقي. وبعد انضمامها للحلف كانت أسلحتها تأتيها من المعسكر الغربي كمساعدة ولكن بتقنيات أقل خاصة أن الولايات المتحدة هي من سيقوم بأي عمليات كبيرة تتطلب الدخول في مواجهات موسعة. ولكن المشكلة تكمن في أن تركيا أخذت تستقوي بكونها في حلف الناتو على محيطها العربي و الإسلامي وسط أحلام استعمارية تراودها منذ زمن. وأصبحت تركيا النافذة التي استغلت عواطف الشعوب العربية والإسلامية لدرجة أنه ومع الوقت دخلت الخزانة التركية عشرات البلايين من الدولارات خاصة من محيطها العربي الذي ظن خطأ أن تركيا الدولة الإسلامية ستكون عونا له، ولكن في الحقيقة أصبحت تركيا عدوا لكل العرب.

وعند بدء ما سمي بالربيع العربي، رأت تركيا أردوغان أن الفرصة سنحت لتنفيذ مخطط تركي وسط تصريحات واضحة من الجانب التركي، ولكن لم يتم التعامل مع تصريحات الجانب التركي بالأسلوب الصحيح بسبب انشغال كثير من الدول العربية بما يجري في داخلها من قلاقل وانفلات أمني. ولكن وبعد سنوات من وضوح تصرفات تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في شمال العراق وسوريا وموقفها العدائي الأخير نحو ليبيا، أصبح لزاما على المجتمع الدولي الوقوف أمام التصرفات غير المسؤولة من الجانب التركي الذي أصبح جزءا من منظومة تهدد أمن واستقرار دول عربية. بل إننا نرى بوضوح ما تقوم به تركيا من تصميم دون أي مبرر بوضع ليبيا تحت سيطرتها ومحاولة الزج بتونس في هذا الأمر. والأخطر من ذلك هو قيام تركيا باستخدام مقاتلين بصورة أشبه بأسلوب العصابات والمرتزقة التي يزيد من وجودها الكثير من القتل غير المبرر وتخريب البنى التحتية. وباختصار شديد، فتركيا ومنذ زمن سرقت مياه ونفط سوريا والعراق وتسببت في جفاف أنهارهما والتلاعب بمقدراتهما. وأكثر من ذلك هو أنها وراء داعش وتمددها. وباختصار شديد، فتركيا أصبحت خنجرا مسموما في خاصرة العرب.

mulhim12@