حسام أبو العلا - القاهرة

تفاصيل مخطط الرئيس التركي لتأسيس تنظيم ديني مسلح

في خطوة جديدة ضمن مخططه لإغراق المنطقة وتحديدا الوطن العربي في مستنقع الفوضى والنزاعات المسلحة وويلات الحروب، كشف عدنان تنارفيدي كبير المستشارين العسكريين للرئيس التركي أردوغان في حوار مع قناة تركية، عن بدء النظام التركي في إنشاء تنظيم ديني مسلح بغطاء سياسي، عن طريق تأسيس شركة خدمات عسكرية وأمنية تأخذ الصبغة «الإسلامية» تعمل في مجال التدريب والدعم العسكري الخارجي على غرار شركة (بلاك ووتر) الأمريكية.

» تقارير دولية

ويأتي ذلك في سياق ما كشفت عنه تقارير دولية، بأن أردوغان يخطط للهيمنة على العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط عن طريق إعداد سيناريوهات للتدخل في شؤون عدد من الدول وأبرزها ليبيا. ووصف تنارفيدي في حواره مع قناة «Akit TV» أردوغان بالزعيم المهدي المخلص، الذي ينتظر العالم الإسلامي عودته.

على صعيد متصل، كشف معهد نورديك ريسيرش نتوورك بستوكهولم المتخصص في محاربة التطرف في تقرير موسع، عن أن كبير مستشاري أردوغان العسكريين يمتلك لحساب الدولة التركية منظمة للخدمات شبه العسكرية «ميليشيات» للخدمات المسلحة والأمنية، وهذه المنظمة تتبنى أفكارا متطرفة، تؤمن بنهج العنف ومعاداة أصحاب الديانات الأخرى، وإقامة ما يطلق عليه «دولة الخلافة الإسلامية» بقوة السلاح.

» استجواب الحكومة

وكان البرلماني التركي المعارض نيكاتي يلمظ، قد تقدم باستجواب للحكومة في عام 2016، حول تدريب هذه المنظمة التركية عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي تحت سمع وبصر جهاز الاستخبارات التركي.

وكشفت ميرال إسكينير المعارضة التركية في عام 2018، عن تنفيذ المنظمة التركية ذاتها برامج للتدريب العسكري والقتالي لأعضاء حزب العدالة والتنمية التركي، الذي يتزعمه أردوغان، لتشكيل ميليشيات مسلحة تعمل كجناح عسكري للحزب.

وقالت المعارضة التركية: إن هذه الميليشيات تتدرب في مدينتي «قونية» و«توكات» التركيتين بصورة منتظمة، وأن السلطات الأمنية التركية تغض الطرف عنها.

» الداعم الرئيس

بدوره، أفاد خبير الحركات الإسلامية مصطفى حمزة: نظام أردوغان كان الداعم الأول لمؤتمرات ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يعد منبرا للتطرف والتعصب والترويج لأفكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتموله قطر ويقوده قيادات بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية منهم القرضاوي ثم أحمد الريسوني.

وتحارب تركيا بقوة منظمة التعاون الإسلامي، التي تتبع المنهج الوسطي المعتدل بقيادة المملكة، وهو ما ظهر في اجتماع كوالامبور الأخير، بمحاولة أنقرة تكوين حلف مع طهران والدوحة، لكنه واجه رفضا إسلاميا كبيرا.

وبالإضافة لذلك، يعتبر النظام التركي هو الراعي الأول للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، إذ إنه يحتضن قيادات داعش، ويوفر ملاذات آمنة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وأطلق قنوات فضائية لعدد منهم، لذا ليس غريبا أن يؤسس تشكيلا دينيا مسلحا.

» توهم أردوغان

من جهته، ذكر خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير، أن أردوغان يتوهم بأن بمقدوره فرض هيمنته وسيطرته على المنطقة العربية، لذا بدأ في التدخل بقوة في شؤونها، وما تم الكشف عنه مؤخرا بحشد عناصر سورية موالية له للحرب بجانب حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في ليبيا، عن طريق مبالغ مالية كبرى، يؤكد أنه بالفعل كون ميليشيات مسلحة من عناصر مرتزقة مأجورة، مشددا على أن الإجرام التركي في ليبيا ومحاولة دعم الإخوان وجماعات الإرهاب يأتي ضمن الوهم الكبير لأردوغان لاستعادة نفوذ الدولة العثمانية.

» مخطط مكشوف

بدوره حذر خبير العلاقات الدولية د. جهاد عودة من استخدام الرئيس التركي، الدين عباءة للتستر على جرائمه ومؤامراته لتمزيق الوطن العربي والدول الإسلامية، مشيرا إلى أن تقارير رسمية كشفت عن مخطط أردوغان لتكوين ميليشيات مسلحة للزج بها في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بدأ في أكتوبر الماضي وجند سوريين للقتال في ليبيا تحت مسمى مؤسسات أمنية تركية، تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق في مقابل مبالغ مالية كبيرة بلغت نحو ألفي دولار وغالبيتهم من فصائل موالية لتركيا.