محمد العصيمي

مؤخرا حل نظام «سفير 2»، التابع لوزارة التعليم والخاص بالمبتعثين، ضيفا على المجالس واللقاءات ومواقد الشتاء الداخلية والخارجية. كان هو موضوع الأحاديث وموضوع الأسئلة التي لا تتوقف والأجوبة التي لا تكتمل. هذا النظام، كما يعلم المبتعثون وأولياء أمورهم، حل محل نظام «سفير 1» تحت شعار (لتجربة ابتعاث أكثر تميزا). والمشكلة أنه خيب ظن الوزارة وظننا، حيث لم تتوقف مشكلاته وأعطاله إلى الآن. وهنا، قبل أن نناقش مشكلات هذا النظام، لا بد أن نعترف لوكالة الوزارة للابتعاث والوكيلة الدكتورة لينا الطعيمي بالاجتهاد والبحث عن الأفضل والأسرع والأكثر احترافا لخدمة المبتعثين والدارسين على حسابهم الخاص. كما أنني، من باب الإنصاف وإحقاق الحق، أجد أن ما فعلته وزارة التعليم، في كل ما يتعلق بالابتعاث في السنوات الأخيرة، أمر يستحق الإشادة ورفع القبعة.

لكن هناك ما يمكن اعتباره خارج التوقع، أو خارج قدرة الوزارة ووكالتها ووكيلتها، فالغرض من «سفير 2» هو التطوير والتحسين وعمل الأفضل والأكمل، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. وعليه ليس هناك من عيب أو غضاضة بأن يعاد النظر فيه وتؤجل تطبيقاته واستخداماته، حتى يتم التأكد تماما من خلوه من المشكلات والملاحظات، التي قدمها خبراء، من أمثال الملحق الثقافي السابق في أمريكا، الدكتور محمد العيسى، كما قدمها مبتعثون ومبتعثات بعد استخدامهم له.

الأمور دائما تؤخذ بخواتيمها أو نتائجها، ونتائج «سفير 2» بعد إطلاقه ليست جيدة. والوكالة تعرف أكثر من غيرها أن عدد الذين يزورون مقرها في الرياض، أو يزورون ممثلياتها حول العالم، كل يوم يشتكون من هذا النظام ويطلبون حلولا عاجلة تفي بالتزاماتهم مع جامعاتهم ومعاهدهم، ويتطلعون إلى عدم التأثر بهذه النتائج سلبا عليهم وعلى دراستهم. مطلوب، من الوكيلة المتحمسة النشيطة، أحد أمرين، إما أن تحل مشكلات نظام «سفير 2» خلال أيام إذا كانت مصرة عليه، أو تعود إلى نظام «سفير 1» مؤقتا لتأخذ الوكالة وقتها الكافي لمراجعة النظام الجديد.

ma_alosaimi@