محمد حمد الصويغ

بصدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء صندوق استثماري يرتبط مباشرة بصندوق التنمية الوطني، ويتعلق بالاستثمار في مجالات الثقافة والترفيه والرياضة والسياحة، بصدور هذا الأمر فإن الهدف الحيوي لبناء سلسلة من الشراكات الإستراتيجية الكبرى لدفع فعاليات تلك القطاعات، بدأت معالمها تتضح من أجل صناعات متقدمة في تلك المجالات الحيوية؛ لتغدو المملكة واحدة من أهم الدول التي تستثمر في تلك القنوات المهمة التي سبقتنا إليها العديد من الدول الصناعية المتقدمة، والتفكير في إنشاء ذلك الصندوق يعني أن المملكة حريصة على مسابقة الزمن للوصول إلى ما وصلت إليه تلك الدول.

ولا شك أن الاستثمار في تلك المجالات الحيوية بإنشاء ذلك الصندوق الاستثماري، الذي نص الأمر الملكي على رئاسة مجلس إدارته لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لا شك أن هذا الاستثمار سيؤدي إلى فتح آفاق جديدة من الاستثمارات المتنوعة في تلك المجالات والميادين الحيوية، لاسيما أن «مهندس الرؤية» هو الذي سوف يتولى رئاسة مجلس ذلك الصندوق الحيوي، وهو صاحب مبادرات اقتصادية خلاقة سوف تنتقل بها المملكة بفضل رب العزة والجلال، وبفضل قيادتها الرشيدة إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى في زمن قياسي قصير من عمر تقدم الأمم والشعوب.

ومن الطبيعي أن يكون تمويل الصندوق من إيرادات مواسم السعودية، وتلك المواسم الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية حققت سلسلة من النجاحات الباهرة خلال فترة زمنية قصيرة منذ التفكير في تفعيلها، وهذا يعني أن الاستثمار في مجالاتها سوف يكتب له النجاح، وسوف يكفل للصندوق الجديد موارد مستدامة سوف تؤدي بطبيعة الحال لتطوير وتحديث مسارات تلك المواسم من جانب، وسوف تؤدي إلى قيام صناعات مهمة في تلك المجالات الحيوية من جانب آخر.

ولعل من الجدير طرحه هنا هو أن هذه التجربة المرتبطة بإنشاء الصندوق مطبقة في كبريات الدول الصناعية في العالم، ويكفي القيادة الرشيدة في هذا الوطن المعطاء طرح هذه الفكرة الجيدة وإسنادها لرجل «المهمات الصعبة»، وتوجيه هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، بالتنسيق مع من تراه من الجهات ذات العلاقة، لإعداد ما يلزم لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة بعد صدور الأمر الكريم.

هذه الإجراءات وحدها كافية، وعلى المهتمين برئاسة الصندوق ومجلس إدارته وأعضائه تفعيل أدواره، ليمول من إيراداته كافة الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية، وأظن أن النجاح سيحالف هذه الفكرة الرائدة التي سوف ترسم ملامح الشراكات الإستراتيجية؛ للانطلاق من خلالها إلى تطوير مختلف تلك القطاعات لما فيه خير الوطن ومواطنيه، ولما فيه ترجمة مسار هام من مسارات رؤية المملكة الطموح 2030.

mhsuwaigh98@hotmail.com