جيتستون انستتيوت

أشار موقع «جيتستون انستتيوت» إلى أن السويد تُعدّ مثالًا بارزًا على الثمن الذي تدفعه بعض الدول بسبب استقبالها غير المدروس لأعداد كبيرة من المهاجرين لا تناسب احتياجاتها.

وبحسب مقال لـ«غوديث بيرغمان»، تظهر أرقام جديدة من المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي «يوروستات»، أن البطالة في السويد في ارتفاع.

وتابعت الكاتبة - وفقًا لـ«يوروستات»-: بلغ معدل البطالة في السويد 7.4% في شهر أغسطس، بينما كان المعدل في الاتحاد الأوروبي عمومًا لشهر أغسطس 6.2%، وبحسب تصنيف البطالة في البلدان التي يغطيها «يوروستات»، فهذا يجعل السويد في المرتبة 24 من أصل 28.

» الأسباب الرئيسية

وأضافت بيرغمان: وفقًا لصحيفة «إكسبريسن» اليومية، فإن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدل البطالة في السويد هو العدد الكبير من المهاجرين الذين استقبلتهم البلاد.

وأردفت: حتى فبراير 2019، سخر وزير العدل والهجرة السويدي مورغان جوهانسون، من أولئك الذين كانوا قلقين من أن الهجرة ستؤدي إلى بطالة جماعية، لكنه لا يستطيع أن يسخر من أحد الآن.

ومضت تقول: في عام 2013، قال الزعيم الاشتراكي الديموقراطي ستيفان لوفن، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2014، إنه يضمن أنه بحلول 2020 سيكون بالسويد أدنى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي، من الواضح أن هذا ليس على وشك الحدوث.

ولفتت الكاتبة إلى أن التدفق الكبير للأشخاص الذين ليست لديهم المهارات التعليمية أو اللغوية للعمل في الاقتصاد السويدي لم يساعد في تحقيق أدنى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي.

» أزمة الهجرة

ومضت بيرغمان تقول: وفقًا لتقرير صدر حديثًا عن صحيفة «افتونبلاديت» السويدية اليومية، ففي 2015، خلال أزمة الهجرة الأوروبية، وصل ما يقرب من 163 ألف مهاجر إلى السويد طلبًا للجوء، وبشكل أساسي من سوريا وأفغانستان والعراق.

وبحسب الصحيفة السويدية، فمن بين هؤلاء حصل 60 ألفًا على تصريح إقامة، ومن بين حوالي 40 ألفًا قادرين على العمل يعيش 4574 فقط على أجورهم من العمل، بينما يعيش 18405 أشخاص على مخصصات الرعاية الاجتماعية التي تقدّمها البلديات، بينما ينفق 9970 شخصًا من أموال منح دراسية.

وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ بير لوندبورغ لـ«أفتونبلاديت»: السويد واحدة من أكثر الدول ذات التقنية العالية في العالم، وبالتالي فإن الفجوة المعرفية كبيرة للغاية بالنسبة للعديد من المهاجرين اللاجئين الذين يأتون إلى هنا. وأشارت كاتبة المقال إلى أن مخصصات الرعاية الاجتماعية التي تقدم للمهاجرين تسببت في عجز كبير في ميزانيات البلديات وتقليص خدمات الرفاه الاجتماعي لمواطنيها.

» عجز الميزانية

وتابعت: وفقًا لتقرير صادر عن الجمعية السويدية للسلطات المحلية والأقاليم، فإن ربع البلديات وثلث المناطق كان لديها عجز في الميزانية في 2018، وهناك 110 بلديات على الأقل تتوقع عجزًا هذا العام.

ونوّهت الكاتبة إلى أن بلدية «يستاد» في جنوب السويد التي كانت تقدّم وجبات ساخنة وخدمات التنظيف لكبار السن، اضطرت لتوفير المال التوقف عن تقديم تلك الوجبات، حيث سيضطر المسنون بدلًا من ذلك إلى الحصول على وجبات جاهزة من المتجر، وقصر خدمات التنظيف على مرة واحدة كل 3 أسابيع.

ووفقًا لـ«أفتونبلاديت»، أعلنت بلدية «موتالا» أنها ستخفض الحرارة في المباني التي تديرها المدينة، بما في ذلك دور المسنين، لتوفير المال، وقالت البلدية: «سنعتني بالمسنين، ولن نتركهم يتجمّدون.. سنوفر لهم بطانيات»، كما تخطط البلدية لاستبدال الوجبات الساخنة للمسنين بوجبات ميكرويف جاهزة.

وبحسب الكاتب، فقد صوّت البرلمان السويدي في يونيو لصالح قانون من المرجّح أن يزيد الهجرة إلى البلاد على أساس لمّ شمل الأسرة.