عبداللطيف الملحم

عندما تتحدث المملكة، فالعالم يصمت... وعندما تصمت المملكة، فالعالم ينتظر. وهذا ما حصل خلال سنوات قليلة مضت عندما أعلن سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة ستقوم بطرح جزء من أرامكو في السوق المالية ليتحول هذا القرار السيادي السعودي كحدث عالمي رأينا فيه الكثير من الكتابات وسمعنا عنه الكثير من التحليلات. البعض شكك أو لنقل حاول التشكيك والصيد في الماء العكر وآخرون تحفظوا على هذا القرار، ليأتي من يعرف المملكة ويعرف قيادتها ليقول نعم، العالم سيرى أحد أكبر الأحداث الاقتصادية وسيعلم العالم مكانة المملكة وشركتها العملاقة في قدرة التأثير على مجرى أي تحول اقتصادي في العالم.

وخلال عدة أيام فصلت بين بدء الاكتتاب وبين إعلان التداول كان كل من في داخل المملكة يترقب وكل من في العالم ينتظر. وخلال 48 ساعة بعد بدء التداول رأى العالم ماذا حصل لتصبح أرامكو السعودية الأعلى قيمة في العالم. وكان الأجمل في المنظر هو أن المواطن كان العامل الأكبر في تحقيق النجاح ليصبح شريكا في دفع عجلة التنمية وتوجيه دفة الاقتصاد السعودي. وما تم من خلال الاكتتاب بغض النظر عن عدد الأسهم التي اكتتب بها كل فرد، فقد أثبت أن المواطن يتمتع بحس وطني ورغبة عارمة بأن يشارك بأي طريقة لخدمة هذا الوطن وبالطبع الحصول على مردود مالي جيد من خلال ما سمعه من أرامكو السعودية وهيئة السوق المالية التي أوضحت المكاسب المستقبلية لكل مكتتب من خلال إعطاء نسبة من الأسهم المجانية بعد عدة أشهر ونسبة هامش ربح مرضية لسنوات قادمة لكل من له أسهم في هذه الشركة. وقد لاحظ الكثير من المراقبين المحليين أن الكثير من الفئات العمرية بدأت تقرأ وتتابع ما يجري في السوق النفطية المحلية والعالمية والكثير أيضا بدأ يتابع أساليب التنقيب والحفر والتكرير والتصدير وأساليب الاستهلاك المحلي. وهذا أمر جيد لأنه قد يساعد في زيادة الوعي فيما يخص نمط الاستهلاك في المجتمع.

mulhim12@