محمد العصيمي

لطالما وقفت ضد هذه (التفرقات) الاجتماعية التي اخترعناها أو اخترعتها لنا حقبة ما يسمى الصحوة. في دول العالم كله، بل حتى في كل الدول الخليجية، لا يوجد هذا الفصل التعسفي بين العوائل والعزاب أو الأفراد. الكل يدخل من نفس الباب، ويأخذ نفس الطاولة المتاحة، ويعامل بمنتهى الذوق والاحترام.

نحن فقط الذين فرقنا بين الناس في الأماكن العامة ونحن، بالمناسبة، الذين إلى الآن تمنع أسواقنا و(مولاتنا) دخول الشباب إليها؛ بحجة أنهم يضايقون العوائل أو يتصرفون تصرفات غير مقبولة.

قلت من قبل، وأقول الآن، إن ما يضبط حركة الناس في كل مكان، بغض النظر عن جنسهم وجنسياتهم وأعمارهم، هي القوانين التي تُتخذ وتطبق بصرامة على كل من يخالف التعليمات والإرشادات التي تتضمنها هذه القوانين. خذ مثلا موضوع التحرش الذي كنّا نصبح ونمسي على أخباره ومشكلاته. الآن لا نكاد نسمع بمشكلة تحرش إلا كل حين، والسبب هو أنه أصبح هناك قانون لمعاقبة المتحرشين يعرفه ويحذره الجميع، وطُبق فعلا على بعض المتحرشين.

منذ سنوات، وإلى الآن، لا يكاد يمر شهر إلا وأدخل أحد (مولات) البحرين المعروفة. ولَم أر في كل هذه المرات، رغم الأبواب المفتوحة للجميع، أي مشكلة من أي شاب أو فرد أو عازب، سواء أكان سعوديا أم غير سعودي. والسر هنا ليس فقط في أخلاق الناس أو حسن تربيتهم، بل بالإضافة إلى ذلك، علمهم بصرامة إجراءات الردع لكل من تسول له نفسه العبث ومضايقة المتسوقين والمتسوقات.