محمد عبدالله الضيف

من العنوان قد يتراود في ذهن القارئ تساؤلات عدة كما تراود ذلك في ذهني عندما رأيت المدارس الأسترالية بلا كتب للطلاب، ولعل أبرز التساؤلات هنا: كيف يدرس الطلاب من دون كتب؟ وما هو دور المعلم؟ وكيف سيكون سير العملية التعليمية؟ وقد يتوقع قارئ آخر للعنوان بأنها مدارس غير مجدية، ولكن في الحقيقة الأمر مختلف تماما، فالمدارس الأسترالية هي من بين الأفضل في العالم، ولكن المبدأ الذي يعمل عليه النظام التعليمي الأسترالي هو مراعاة الفروق الفردية للطلاب؛ لذلك فالمنهج مبني على قدرات الطالب وإمكانياته ونقاط القوة لديه والاحتياجات التعليمية، فوزارة التعليم الأسترالية لا تلزم المعلم بكتاب معين يدرس من خلاله جميع طلابه لكنها وضعت أهدافا محددة لكل مرحلة دراسية، ثم قسمت تلك المراحل لمستويات وكل مستوى يحتوي على مهارات يقوم المعلم بتدريسها للطلاب بعد تحديد مستوى كل طالب واحتياجاته وله المرونة الكاملة في إعداد المنهج الدراسي لكل طالب لتحقيق الأهداف التي تناسبه؛ لذلك قد تجد طلاب الصف الواحد متساوين في العمر فقط، بينما قد يختلفون في مستوياتهم وفيما يدرسونه، هذا النظام التعليمي تعتمد عليه الكثير من الدول ولا أعلم هل سيأتي اليوم الذي سنرى التعليم لدينا يسير على نفس النهج ويكون قائما على المستويات وكونه منصفا للطالب صاحب الإمكانيات التي تفوق ما هو متوفر بالكتاب المدرسي وكذلك للطالب الذي يجد صعوبة معه؟ أم تستحدث الوزارة آلية أو نظاما تعليميا يراعي الفروق الفردية بين الطلاب دون الاستغناء عن الكتاب المدرسي؟ أرى في الوقت الراهن كل شيء متوقع، وخصوصا أن بوصلة التغيير والتطوير في المملكة متجهة بشكل واضح نحو التعليم لاسيما أن ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة يأتي ضمن أول الأهداف العامة للتعليم 2020.