كلمة اليوم

لم تمض سوى أربع سنوات منذ أن أطلق «حيدر مصلحي» وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة نجاد تصريحه الشهير من أن بلاده تسيطر على أربع عواصم عربية، حيث قال مصلحي في مستهل أبريل 2015م: إن الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود، وإنها لكل الشيعة، وهو قطعا ليس التصريح الوحيد لمسئولين إيرانيين مدنيين وعسكريين مثل قاسم سليماني، وحسين سلامي وغيرهما والذي يصب في هذا الاتجاه، وصولا إلى تصريح «علي يونسي» مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات، والذي اعتبر أن العراق هو عاصمة امبراطورية إيران الجديدة على حد زعمه، وهو الوهم الذي سمّع لدى بعض الفئات من المضلَلين، وتبنته أذرع طهران ووكلاؤها في العراق، وفي سوريا، وفي لبنان، واليمن، من الحشد الشعبي إلى حزب اللات في ضاحية بيروت الجنوبية، والميليشيات الحوثية، وغيرها من الأحزاب والفصائل التي باعتْ ولاءها بالمال الفارسي لبلدانها لصالح الولي الفقيه، وبثمن بخس ما لبث أن نضب بفعل أدوات حصار المنبع بالعقوبات الاقتصادية، ومن ثم انكشاف الغطاء عن أكبر أكذوبة تورط فيها من رحّب ذات يوم بطلائع الحرس الثوري وتوابعه في البلاد العربية على اعتبار أنها من سيقدم له المن والسلوى، قبل أن ينكشف الستار عن حجم النهب الذي تعرضت له هذه الشعوب، لتستعر انتفاضة الأحرار في العراق، والتي كانت أولى طلائعها ممن كانت تراهن طهران على ولائهم لها، متوهمة أن خديعتها الكبرى ستستمر إلى الأبد، وهو ذات الحال الذي فجّر الثورة اللبنانية، والتي طالما حاول تلميذ طهران النجيب في ترجمة سياساتها حسن نصر الله أن يوهم جمهوره الذي بات ضحية العطالة والفقر، ليخاطبهم في إحدى خطبه الأخيرة كوزير اقتصاد، حينما طالب بفتح الحدود بين لبنان وسوريا والعراق من أجل تعزيز اقتصاد هذه البلدان وتجارتها البينية كما يدّعي، في حين أنه كان يسعى لفتح الثغرات أمام أسياده في طهران للالتفاف على العقوبات، لكن الشعوب الحرة، والتي أدركتْ أبعاد اللعبة انتفضتْ على نظام الملالي ووكلائه، لتتماهى مع انتفاضة الداخل الإيراني للفكاك من سياسات تصدير الثورة، وسرقة الشعوب الأخرى، مما زلزل الأرض تحت أقدام قتلة المتظاهرين.

لقد خلخلتْ انتفاضة الشعب العربي في العراق ولبنان قبضة إيران المرتعشة، لكن هل ستطوي طهران أمتعتها وما سرقته وتنكفئ إلى الداخل المشتعل، أم ستنتظر إلى أن تسقط خارجيا وداخليا؟.

article@alyaum.com