علي آل محسن - الدمام

‏بمجرد أن تتذكر النجم الأنيق أحمد راضي، فإن مَنْ يعرف أعماق تاريخ كرة القدم العراقية سوف يتنهّد ويتذكر العصر الذهبي، فهذا النورس الطائر ذو الطول الفارع كان يلدغ خصومه بهدوء داخل منطقة الجزاء، ولعل أجمل ذكرياته في بطولات الخليج تحقيقه لقب الهداف في نسخة 1988م، ومساهمته في تحقيق البطولة، ولعل الكرة الرأسية، التي سجلها على السعودية مستضيفة البطولة من أغلى الأهداف وأكثرها تأثيرًا في تحقيق البطولة.

‏الهداف أحمد راضي كان يتفنن في تسجيل الأهداف، ومعها تحقيق الإنجازات بقدميه ورأسه ومهاراته الفردية حتى سجّل مع جميع المنتخبات العراقية، حيث يُعد ثاني هدّاف للعراق برصيد 65 هدفًا أبرزها هدفه ببلجيكا في بطولة كأس العالم، وهو الهدف التاريخي الوحيد، الذي سجّله في الدقيقة 57 بالزاوية البعيدة للحارس البلجيكي.

‏واستطاع هذا اللاعب الهادئ البروز في وقت مبكر مع نادي الزوراء، الذي شهد تألقه بامتلاكه جميع صفات المهاجم العصري حتى تألق في كأس فلسطين للشباب، التي كانت بمثابة بداية الشهرة العربية، وكان صاحب مساهمة فعّالة في تأهّل الكرة العراقية للعالمية، وفي موسم 1988م، كانت واحدة من أهم سنواته على الإطلاق حتى نال جائزة أفضل لاعب في آسيا، وهو اللاعب العراقي الوحيد، الذي حصل على الجائزة إلى يومنا هذا، كما حقق لقب لاعب القرن في العراق كأبرز الجوائز في تاريخ هذا النجم، الذي يصعب نسيانه.

‏وبالعودة إلى مشاركاته في بطولات الخليج، فإنه كان صاحب يد طولى مع بقية زملائه في تحقيقها ثلاث مرات، في موسم 1984 في النسخة السابعة بعُمان سجّل أول أهدافه الشخصية في المرمى القطري، أما النسخة التاسعة فسجّل 4 أهداف كهداف البطولة بالسعودية.

‏رحلة هذا اللاعب -الذي ولد في عام 1964م- كانت رحلة غير عادية، فهو كان وفيًا جدًا لكرة القدم الزورائية حتى وصل لرئاسته، وكان هذا النادي كالحضن الدافئ، الذي يعود إليه بعد كل رحلة، حيث لعب في صفوفه على ثلاث فترات سجّل فيها 126 هدفًا بمختلف الطرق، كما مثَّل نادي الكرخ، وأودع 69 هدفًا في شباك خصومه، وكانت رحلته في الاحتراف الخارجي مع الوكرة القطري، وعبرت كراته المرمى في 16 مناسبة، وبقميص أسود الرافدين كانت له كلمة في رحلة امتدت من 1982 إلى 1997م، استطاع من خلالها أن يُسعد الجمهور العراقي بأهدافه ومهاراته حتى أصبح أحد النجوم الذين يمتلكون شعبية واسعة في سماء الرياضة العراقية.