حسام أبو العلا - القاهرة

ثمَّن المتحدث باسم البرلمان الليبي عبدالله بليحق جهود المملكة في دعم القضية الليبية، مؤكدا أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في الرياض الإثنين الماضي يأتي في إطار التنسيق السعودي الليبي بشأن تطورات الأحداث على صعيد المشهد السياسي لبلاده.

وقال بليحق في تصريحات لـ«اليوم»: إن مجلس النواب الليبي سيلاحق رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والتركي أردوغان في كافة المنظمات والجهات القانونية والدولية؛ لاستصدار عقوبات ضدهما بعد إبرامهما اتفاقا غير شرعي بشأن تعزيز التعاون العسكري والبحري.

» مستقبل ليبيا

وأوضح بليحق أن المذكرة الرسمية التي تقدم بها رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للأمم المتحدة تحذر من خطورة الاتفاق على الدولة الليبية ومستقبلها وأمنها، فيما طالب في مذكرة أخرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بسحب اعتماد حكومة الوفاق واستبدالها بمجلس النواب لتمثيل ليبيا في الجامعة بوصفه الجسم الشرعي الوحيد في البلاد.

وشدد المتحدث باسم مجلس النواب على أن النظام التركي بقيادة أردوغان يتدخل في شؤون ليبيا بتوقيعه اتفاقية تتضمن بنودا تعد انتهاكا لسيادتها، إضافة لدعمه الميليشيات الإرهابية والمتطرفة في طرابلس ومناطق أخرى بالسلاح والمرتزقة.

وأشار إلى أن السراج يتحالف مع أردوغان الذي يفعل كل ما بوسعه لمنع دخول الجيش الليبي إلى العاصمة ويزود الإرهابيين بالمال والطائرات المسيرة والسلاح والمدرعات.

» معارك طرابلس

وشدد عبدالله بليحق على أن الجيش الليبي يبذل جهودا واسعة لسرعة إنهاء المعارك على تخوم العاصمة بعدما سيطر على 90% من مساحتها، لافتا إلى أن القوات المسلحة الليبية عازمة على تخليص طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة؛ للقضاء على مشروع الإخوان الذي تنفذه تركيا، مشيرا إلى أن الحرص على المدنيين هو سبب تعطيل اقتحام طرابلس إذ يوجد 2 مليون مواطن في المدينة، فضلا عن ضرورة الحفاظ على منشآت وممتلكات الدولة.

وأوضح أن السراج منذ دخوله العاصمة وهو لا يملك قراره بعدما سلم نفسه للميليشيات التي تحركه كـ«الدمية» -حسب وصفه- وفقا لتعليمات النظام التركي، ما يعني أنه وضع نفسه رهنا لهذه العناصر الإرهابية المسلحة، تحركه وقتما تشاء.

وعن الموقف القانوني لحكومة الوفاق، قال بليحق: حكومة غير شرعية، لم تؤد اليمين القانونية أمام السلطة التشريعية، وتوقيعها على اتفاقية مخالف للإعلان الدستوري، إذ لا يجوز إبرامها بدون موافقة البرلمان، كما أن حكومة «الوفاق» فرضت على الشعب الليبي وجاءت في غفلة، وفي وقت كانت تشهد فيه البلاد انفلاتا كبيرا ما دفع بعدد من المتآمرين على ليبيا إلى منح هذه الثقة لمَنْ لا يستحق.

» رفض تركيا

وأكد بليحق أن البرلمان الليبي يرفض تواجد القوات التركية على أي جزء في الأراضي الليبية، مشددا على أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر سيتعامل معها كهدف من خلال سلاح الجو.

وكشف أن اتفاقية أنقرة وحكومة طرابلس هي في سياق البلطجة التركية ورغبة أردوغان في فرض هيمنته على مناطق الغاز وثروات البحر الأحمر وتكوين جبهة ضد مصر وقبرص واليونان، التي تصدت بقوة لأطماع أنقرة بترسيم الحدود البحرية وتدشين مشروعات عملاقة للغاز في المتوسط.

وطالب المتحدث باسم مجلس النواب الليبي الاتحاد الأوروبي بمواقف واضحة ضد عبث أردوغان بالمنطقة، مشددا على ضرورة وجود أدوار أقوى لفرنسا وإيطاليا اللتين ترتبطان بعلاقات وثيقة مع ليبيا، محذرا من أن حماقات أردوغان تدخل المنطقة في أزمات لا يحمد عقباها وتعمق مشكلات الأمن والاستقرار.