محمد آل خاتم، طارق آل مزهود - الدمام

مختصون يبحثون البرامج والمبادرات التوعوية في اليوم العالمي للطفل

أكد مسؤولون ومختصون أهمية نشر الوعي المجتمعي بحقوق الأطفال، وأهمية تنشئتهم نشأة سليمة، لإنتاج أجيال صحية وواعية ومستقبلها مشرق وواعد، في الوقت الذي شددت فيه المملكة على أن أنظمتها تعنى بحماية الطفل من مختلف أنواع الإيذاء والإهمال والتمييز والاستغلال، وتوفير بيئة آمنة وسليمة للطفل، تمكنه من تنمية مهاراته وقدراته وحمايته نفسيا وبدنيا، كما أكدت أن نظام حماية الطفل في البلاد، جاء ليضمن حماية الطفل من جميع أشكال العنف.

ونوه المختصون إلى أهمية البرامج والمبادرات التثقيفية في المجتمع، للقيام بدور بناء وفاعل في مجال الوقاية والإرشاد الصحي والتوعية بحقوق الطفل، وخصوصا فيما يتعلق بصحته وتغذيته ومزايا الرضاعة الطبيعية وسلامة فكره ووقايته من الحوادث، وضرر التدخين وبيان خطورته أثناء الحمل وتوضيح ما للطفل من حقوق، وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، ودعم نظام الصحة المدرسية ليقوم بدوره الكامل في مجال الوقاية والإرشاد الصحي، وضمان حق الطفل في الحصول على التعليم المناسب لسنه، والوقاية من إصابة الطفل بالأمراض المعدية والخطيرة، وتأمين الطفل من الإصابات الناتجة عن حوادث المركبات وغيرها.

أولياء أمور: خوف وعقدة

قالت نورة السعيد: إن طفلتها تدرس بالصف الأول الابتدائي، وعندما تحين حصة الرياضيات تشعر بالخوف؛ نظرا لأن المعلمة شديدة الغضب وذات هيبة كبيرة، بعكس معلمة الصف التي تتميز بأمومتها وقربها من الطالبات.

فيما قال فيصل الأحمري: إن هناك تعنيفا من نوع آخر للأطفال وهو السخرية أمام أقرانه ما يسبب للطفل عقدا نفسية، كما أن الإهمال بملبس ومأكل الطفل خطر جدا، وكذلك الاهتمام بالاستماع للأطفال.

وقال محمد القحطاني: إن الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية سرقت من الأطفال طفولتهم وأصبحوا أسرى لها بل انعكست على واقعهم المجتمعي فأصبحوا أكثر عزلة.

مستشارة قانونية: سرعة اتخاذ تدابير الرعاية تفاديا للانحراف

قالت المستشارة الأسرية والباحثة في شؤون الطفل والمستشارة القانونية آمنة العطا الله: إن التنمر سلوك عدواني يصدر من طفل ضد آخر بشكل متعمد ومستمر، كما أن للتنمر آثاره الاجتماعية والنفسية والأسرية ومنها المتعرض للتنمر يكون لديه رغبة بالانتقام وعدم الشعور بالثقة.

وعن كيفية تعامل الأسرة مع الطفل المتنمر قالت العطا الله: يجب على الأسرة إعطاء الطفل حاجاته الأساسية والفسيولوجية وهي حاجات الطعام والسكن ونحو ذلك والحاجات الأمنية، مثل الأمن النفسي والجنسي وتجنب المخاطر وحاجة الانتماء والقبول والاحترام والتقدير والمعرفة وتحقيق الذات.

وأشارت إلى أن المادة السادسة عشرة من الفصل الرابع تنوه على جميع الجهات بضرورة مراعاة مصلحة الطفل في جميع الإجراءات التي تتخذ في شأنه والإسراع في إنجازها، ومراعاة حاجاته العقلية، والنفسية، والجسدية، والتربوية، والتعليمية، بما يتفق مع سنه وصحته ونحوهما، كما تنص المادة السابعة عشرة: أن على الجهات ذات العلاقة سرعة اتخاذ تدابير الرعاية والإصلاح المناسبة إذا كان الطفل في بيئة تعرض سلامته العقلية أو النفسية أو الجسدية أو التربوية لخطر الانحراف.

10 أنظمة وبرامج حقوقية للطفل

1- نظام حماية الطفل.

2- نظام الحماية من الإيذاء.

3- نظام مكافحة جريمة التحرش.

4- نظام الأحداث.

5- نظام مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص.

6- برنامج الأمان الأسري الوطني.

7- مشروع الإستراتيجية الوطنية للطفولة.

8- مشروع مكافحة التنمر بين الأقران في المدارس.

9- مشروع السلامة الشخصية لمرحلة رياض الأطفال.

10- مشروع رفق الذي يستهدف خفض العنف في المدارس.

تجريم استغلال الأطفال لأغراض الشهرة

جرّمت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة ظاهرة المشاهير من الأطفال الذين يستغلون بطريقة غير جيدة لأغراض الشهرة.

وقالت الجمعية: إن الأطفال تحت 18 عاما، والذين يظهرون في مقاطع ومشاهد لا تتناسب مع الذوق العام، وتستخدم فيها ألفاظ خادشة، يتعرض أولياء أمورهم للمسؤولية، وذلك وفقا لما نص عليه نظام حماية الطفل.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان د. مفلح القحطاني أن اللائحة تجرّم أي عمل فيه إيذاء للأطفال جسديا كان أو معنويا، كما تعاقب المسؤول عنه، مشيرا إلى أن استغلال الطفل في أي عمل دعائي سلبي أو مقطع لا يتناسب مع عمر الطفل، يُعدّ من الأعمال التي لا يجيزها القانون.

وقال القحطاني: يجب على وزارات العمل والتنمية الاجتماعية والتعليم والثقافة والإعلام، أن توعّي المجتمع بخطورة مثل هذه المقاطع التي تسيء إلى الأطفال، كما يجب أيضا توعية المجتمع بمواد نظام حماية الطفل من الإيذاء.

وأضاف: إن استغلال الأطفال لغرض الشهرة، تندرج مسؤوليته تحت نظام حماية الطفل التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والذي أصدرته المملكة مع لائحته التنفيذية، ويحق للطفل أو الجهات الأخرى التقدم بشكوى ضد مصور المقطع، وفي حالة الإدانة تكون العقوبة تعزيرية حسب الإجراء النظامي.

حماية الطفل من الإيذاء والإهمال والتمييز والاستغلال

أوضحت عضوة وفد السعودية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السكرتيرة الثالثة ريم العمير، في المناقشة العامة في بند حقوق الطفل، ضمن أعمال اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية خلال الدورة الـ«74» للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المملكة أولت حقوق الطفل أهمية كبرى «حيث كفلت الأنظمة المعمول بها في المملكة حماية حقوق الطفل، وكُرست الجهود على المستوى الوطني من أجل الإسهام في تعزيز حقوق الأطفال وحمايتهم»، مشيرة إلى أن «رؤية السعودية 2030» تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لحقوق الإنسان، عبر بذل الجهود المتفانية لتعزيز هذه الحقوق.

وأفادت ريم العمير بأن نظام الحماية من الإيذاء في السعودية، يعنى برصد حالات الإهمال أو الإيذاء أو التمييز أو الاستغلال الذي يتعرض له الأطفال؛ حيث تتفاعل الجهات المعنية في المملكة مع الحالات التي تردها وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال من كل ما يهدد سلامتهم أو صحتهم الجسدية والنفسية، كما تبذل الجهود لنشر الوعي وتنفيذ الحملات التوعوية للحماية الاجتماعية، التي تهدف بشكل خاص إلى إطلاع المجتمع بجميع أطيافه على الآثار السلبية الناجمة عن إهمال وإيذاء الأطفال.

«الأمان الأسري» يدعم «مساندة الطفل» عبر 116111

عد المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني د. ماجد العيسى مشروع خط مساندة الطفل من المشاريع الوطنية الرائدة لبرنامج الأمان الأسري الوطني لخدمة الطفولة بالمملكة، ودليلا واضحا على ما أولاه ولاة الأمر من اهتمام متزايد بمختلف القضايا التي تهم شؤون الأسرة والطفل في كل المجالات.

وقال العيسى: انعكس هذا الاهتمام على المستويين المجتمعي والوطني فقد تم تأسيس مشروع خط مساندة الطفل مطلع عام 2011 كمرحلة تجريبية، وفي مطلع عام 2014 كمرحلة أساسية تشغيلية وذلك لمساندة ودعم الأطفال دون سن الـ18، واستجابة للاحتياجات المختلفة للطفولة في المملكة عبر رقم هاتفي مجاني وموحد 116111، بهدف توفير المشورة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم، ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية للأطفال عبر الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات.

وأضاف: من أهداف خط المساندة أيضا التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسؤولة عن التدخل الفوري، ومتابعة بلوغ الخدمة للأطفال في الوقت المناسب، وسعيا من خط مساندة الطفل للوصول إلى أكبر شريحة من المتصلين قام الخط بتمديد ساعات العمل إلى 14 ساعة يوميا وتمت تغطية أيام الإجازة الأسبوعية (الجمعة، السبت)، وبهذا ينتقل خط المساندة إلى مرحلة جديدة بالعمل على مدار أيام الأسبوع من التاسعة صباحا وحتى الـ11 مساء.

وأشار العيسى إلى أن الخط يقدم استشارات مجانية فورية عن طريق الهاتف في المجالات النفسية والاجتماعية والتربوية والقانونية بالإضافة إلى استقبال بلاغات العنف ضد الأطفال.

«العمل» تدعو للإبلاغ عن حالات العنف بـ 1919

أكدت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أنها تتلقى جميع البلاغات باهتمام عالٍ وتتفاعل معها، وتعمل على تطبيق نظامي الحماية من الإيذاء، وحماية الطفل ولائحتهما التنفيذية.

وقالت الوزارة: إنها أتاحت للإبلاغ عن حالات الإيذاء عددا من الوسائل والقنوات الرسمية لكي تتمكن وحدات الحماية الاجتماعية من الوصول إليها وهي: مركز بلاغات التعرض للإيذاء على الرقم 1919، الذي يتلقى البلاغات بسرية تامة على مدار الساعة، أو من خلال حساب خدمة العملاء في موقع التواصل الاجتماعي تويتر @mlsd_caer، أو عبر وحدات الحماية الاجتماعية المنتشرة في مختلف المناطق.

وأضافت: يسرنا في الوزارة تقديم الشكر لجميع المواطنين المتعاونين معنا والمبادرين في الإبلاغ عن حالات الإيذاء والعنف، كما ندعو جميع أفراد المجتمع إلى الإبلاغ فورا عن أي حالة قد تتعرض لأي شكل من أشكال العنف.

إنقاذ الحقوق بالتعامل الفوري مع الحالات الطارئة

أوضحت مدير عام خط مساندة الطفل تهاني المجحد، أن الخط يستقبل كافة الاتصالات من الأطفال أو مقدمي الرعاية لهم من كافة مناطق المملكة بهدف تقديم المساندة للطفل وأسرته، مشيرة إلى أن الخط يتميز بشمولية الخدمات وسهولة الوصول إليها خصوصا من الفئات الأكثر احتياجا أو تعرضا للخطر.

وقالت المجحد: يتولى الفريق المختص باستقبال الاتصالات الإنصات الفعال ومن ثم تقديم المشورة الفورية والمتخصصة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم بشأن المشاكل الواردة في الاتصالات، ومساندة الأطفال معنويا، وبناء ثقتهم لمساعدتهم على اتخاذ القرارات المتعلقة بهم بأنفسهم، وكذلك التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسؤولة عن التدخل الفوري، ومتابعة بلوغ الخدمة للأطفال في الوقت المناسب.

وأضافت: كما تتم أيضا المساهمة في تلبية احتياجات الأطفال وحل مشاكلهم من خلال التواصل الفعال مع الجهات المعنية ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية لهم من قبل تلك الجهات، والتحقق من بلوغها للأطفال، إلى جانب السعي المستمر نحو الأفضل بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة من خلال مراقبة إنفاذ حقوق الطفل في الحماية والرعاية في المملكة والشراكة مع المؤسسات المحلية المعنية بالطفولة ومنظمات خطوط نجدة الطفل الدولية.