شهد بالحداد - الظهران

الإنتاجية الصناعية تتضاعف بسبب التكنولوجيا.. والمعلومات نفط الغد

جاءت الجلسة العامة في اليوم الثالث من مؤتمر «فكر 17» تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز التي أقيمت أمس بالقاعة الكبرى في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» تحت عنوان «الثورة الصناعية الرابعة». وسلطت الجلسة الضوء على الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية والطباعة ثلاثية الأبعاد، بمشاركة خمسة خبراء ومتحدثين من المختصين في المجال.

» الثورة الصناعية والطب

تحدثت رئيسة وحدة الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي د. مها المزيني حول مفهوم التعامل وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على المجال الطبي ودورها في بناء فكر عربي جديد، مؤكدة على أن لكل ثورة صناعية تأثيرا كبيرا على المجال الطبي، وتهدف الثورة الصناعية الرابعة إلى التنبؤ بالمرض قبل حدوثه، ولن يتحقق ذلك إلا بوجود قواعد البيانات والتقنيات المطورة، التي تساعد على اكتشاف الأمراض في ظرف ثوان معدودة، بالإضافة إلى التركيبة الجينية التي كانت تكلف الكثير من الجهد والمال، أما الآن، فبفضل الذكاء الاصطناعي أصبح الأمر أسهل بكثير.

» الذكاء الاصطناعي

وعن استقطاب المملكة ودول الخليج الاستثمار في سوق الذكاء الاصطناعي خصوصا في القطاع الصحي، ذكرت المزيني أن المملكة لها توجه أن يكون هناك مراكز للأبحاث تستثمر فيها وذات علاقة بتحسين جودة الحياة، بالإضافة للعائد الاقتصادي منها على البلد، ومن الأمثلة على ذلك قاعدة البيانات المتخصصة بالالتهابات المصاحبة لزراعة الأعضاء التي تم بناؤها في مستشفى الملك فيصل، والتي نتمنى أن نعممها على جميع المستشفيات، ومن الأمثلة على الذكاء الصناعي في المملكة مشروع التركيبة الجينية نظرا لكثرة الأمراض الوراثية في المنطقة، حيث توفر قاعدة البيانات جميع المعلومات المتعلقة باكتشاف الأمراض.

كما ساهمت المملكة مؤخراً باختراع جين ثيربي، وهو علاج للعمى الوراثي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومستشفى الملك فيصل.

» مضاعفة الإنتاجية

وذكر مدير التكنولوجيات البازغة في منظمة الأمم المتحدة «إسكوا» د. فؤاد مراد أن الانتاجية الصناعية تتضاعف بسبب التكنولوجيا، وتمثل الثورة الصناعية الرابعة اندماجا بين التخصصات، مشيرا إلى أن المملكة تنافس عالميا على الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت الروبوت «صوفيا»، كما أن هناك منافسة عالمية على الذكاء البشري، وقال: نتمنى أن تشارك دولنا في تجنيس الذكاء الطبيعي الذي يصنع هذه الروبوتات.

» نقاط القوة

وذكر أن المواد البحثية العلمية لتطوير الكفاءات العلمية هي من أهم متطلبات المستقبل، وهي إحدى نقاط القوة لدى الدول العربية وأجيالها ومنظوماتها التي تتناسب مع المستقبل، وأن الفكر العربي الجديد سيبنى مع النصف الذي كان مجمدا وهي المرأة العربية التي تستطيع التوافق مع الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، لذلك هناك إمكانية لبناء فكر عربي جديد عن طريق الشراكة بين الدول العربية.

» اتخاذ القرار

وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة ستاليون للذكاء الاصطناعي سامر عبيدات، أن للذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة على استخدام البيانات وتحليلها والاستفادة منها في التوقع وتسريع عملية اتخاذ القرار. إضافة إلى أنه خلال السنوات المقبلة سيضيف حوالي 15 تريليون دولار للعالم و320 مليار دولار إلى اقتصاد المنطقة.

وعن الكفاءات العربية أوضح عبيدات أنها متوافرة ولكنها تفتقر إلى الدعم من قبل مراكز البحوث التي تعمل وفق استراتيجيات إقليمية.

» دور إستراتيجي

من جانبها أوضحت عضو المجلس الأعلى للإبداع والتميز د. ميسون إبراهيم أن هناك فرصا كبيرة للدول العربية للعب دور إستراتيجي والاستفادة من اقتصادها وشعوبها من الثورة الصناعية الرابعة مقارنة بالثالثة.

منوهه بأن مدينة «نيوم» تعد إقليما ومبادرة تضم وتجمع أكثر من دولة عربية وهي السعودية والأردن ومصر، حيث تهدف إلى الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والطاقة الخضراء، والتنقل بكافة إنواعه باستخدام التقنيات الحديثة. مؤكدة على أن استغلال الثورة الصناعية الرابعة بالشكل الصحيح سيساهم في تغيير الفكر العربي.

» نفط الغد

وذكر مدير البحث للتطوير والصناعة في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة هشام بوذكري أن الثورة الصناعية الرابعة تختلف عن الثورات الأخرى كون المعلومات أصبحت فيها كنزا ونفط الغد، لكنه كنز نسهم في إنتاجه ولا نستخدمه، كما أن هناك العديد من العمليات الصناعية التي يتوجب أن تنجز بأياد بشرية بدلا من استخدام الروبوتات، وأن الكفاءة الأهم هي عمل الإنسان بجانب الأجهزة المشغلة لهذه التقنيات.