عبداللطيف الملحم

قد كانت كلماتك يا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، رغم بساطتها أحد الآمال التي اختصرت سنوات من الفكر والتفكير، واختزلت كتبا من التحليلات بصوت الواثق من نفسه، لتقول وببساطة لنتجه «نحو فكر عربي جديد». ومن هنا قد تبدأ قصة التغيير في عالمنا العربي.

نقول يا سمو الأمير، رئيس مؤسسة الفكر العربي.. شكرا لأنك لامست جرحا يحتاج إلى علاج.

في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بمدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، كان يوم الإثنين الماضي موعدا مع مؤتمر الفكر العربي السابع عشر، الذي يعقد لأول مرة في المملكة وسط حضور كبير من أصحاب السمو الأمراء والأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد كبير من المسؤولين من شركة أرامكو السعودية والمفكرين والسياسيين والإعلاميين، ليستمر المؤتمر بجلسات ناقشت ما يجري في العالم اليوم وكيف يمكن أن يكون الغد. وكانت هناك أحاديث تخص مفاهيم الدولة والمواطنة والمشاركة وغيرها من النقاشات والمشاركات العميقة التي اتسمت بشفافية الطرح.

إن عالمنا العربي هو جزء من العالم الذي تتغير فيه الأمور بسرعة قد لا يسمح لك الوقت أن تفكر أو تخطط دون أن تقوم بالتفاعل والعمل بكل جدية لكي تنفذ. فمشاكل عالمنا العربي الذي تمزق كثيرا من دوله قلاقل وصراعات دموية أفرزت الكثير من التشرد والتفكك وبطالة بنسب عالية، تجعل من التخطيط السليم والتفكير من جديد بأسلوب واضح في التعامل مع كل حدث بكل جدية، مع وضع كثير من الأمور في الاعتبار التي تحدد دور الدولة وواجبات كل مواطن ومواطنة. وكل ذلك في وقت يجب فيه المحافظة على الهوية واللغة والمبادئ. فنعم، عالمنا العربي يحتاج إلى جرعات كبيرة من فكر عربي جديد تحدد معالمه عدم التمسك بالماضي، بل التفكير في بناء المستقبل لأجيال قادمة شابة ترى العالم من حولها يتغير. وفي المملكة مثال جيد للكثير من العرب فيما يخص إمكانية التغيير وإمكانية التأقلم مع كل حدث وبسرعة تسمح لك بالتعامل مع كل مستجد سياسي واجتماعي واقتصادي.