تقرير: مها العبدالهادي

دور رائد في المنطقة وعلاقات عالمية مؤثرة

أكد سياسيون ودبلوماسيون أن عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، حافل بمواقف إستراتيجية كانت لها نتائج ملموسة في العالمين العربي والإسلامي، وكذلك على الصعيد العالمي، حيث مثّلت المملكة حجر الزاوية والركن المتين للتصدي لكل المحاولات، التي تسعى لتحطيم المنطقة والتآمر عليها. وجاء ضمن هذه السياسة الخارجية، التصدي بحزم للغطرسة الإيرانية في اليمن ودعم حكومتها الشرعية، ومواجهة محاولات التفتيت الطائفي، الذي يمارسه نظام الملالي في الدول العربية. وشددوا على أن دعم المملكة للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية كان مشهودا وملموسا على كل الصعد، كما ثمنوا وقفة السعودية إلى جانب الشعب السوري، وسعيها لإعادة العراق لحضنه العربي، ودعمها لخيار الشعب السوداني.

سليمان العقيلي


وقال المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي: شهد عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- تحولات إستراتيجية في بنية الدولة والاقتصاد السعودي، وسياستنا الخارجية.

وكانت إحدى ثمار سياستنا الخارجية ودبلوماسيتنا الوصول إلى المجلس التنفيذي لليونسكو.

ودخلت البلاد مرحلة جديدة من توظيف البعد الحضاري والميراث الثقافي والموقع الجغرافي وقوة الاستثمار، وهي الركائز التي حددتها رؤية 2030 كمزايا نسبية للتحولات الوطنية الكبرى.

» دعم اليمن

وتحدث سفير اليمن لدى اليونسكو د. محمد جميح عن دور المملكة ووقوفها إلى جانب بلاده، قائلا: وقفت السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً على المستويات المختلفة: سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وأمنياً.

وأضاف د. جميح: في الوقت الذي أوصلت المملكة القضية اليمنية إلى كافة المحافل الدولية على المستوى السياسي والدبلوماسي، دعمت الاقتصاد اليمني بمليارات الدولارات على شكل منح وودائع لدعم الاقتصاد والعملة اليمنية.

د. محمد جميح


وعلى المستوى الإنساني يعد مركز الملك سلمان في مقدمة المؤسسات الخيرية، التي تعمل على المستويات الإغاثية والتعليمية وغيرهما.

وعندما وقع الخلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية، تدخلت السعودية لرأب الصدع، وشهدت عاصمتها توقيع اتفاق الرياض، الذي دعمه مجلس الأمن الدولي.

» أهمية إستراتيجية

وعن دور المملكة تجاه فلسطين، قال المحلل السياسي الفلسطيني بلال الصباح: إن هذه القضية لها أهميتها الإستراتيجية إقليمياً ودولياً، بإدراك الملك المؤسس عبدالعزيز، الذي أحاط قضية القدس اهتماماً كبيراً من أجل توجيه العرب والمسلمين نحو فلسطين كقضية مركزية، ولا يجوز الانشغال عنها بشؤونهم الداخلية أو التهاون بحقوق الفلسطينيين تحت مسميات الدولة القُطرية الجديدة.

ونوه الصباح بأن السقف الأخلاقي، الذي وضعه المؤسس ما زال حاضراً في الأجندة السعودية على الرغم من الصعوبات، التي تواجهها المنطقة العربية، ويمكن ملاحظة ذلك في الخطاب الأخير للملك سلمان بمؤتمر القمة العربية الطارئ المنعقد في مكة المكرمة، حيث اعتبر القضية الفلسطينية هي القضية الأولى، إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم المسلوبة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بينما وصف الملك سلمان التحديات المعاصرة في اليمن والعراق وسوريا وإيران بـ«التحديات الاستثنائية»، على الرغم من أنها تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، بل تهدد حرية التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد العالمي أكثر من القضية الفلسطينية بكثير.

بلال الصباح


» قضية فلسطين

وفي السياق، أفاد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، بأن فلسطين تجدد الوفاء للملك سلمان في الذكرى الخامسة للبيعة.

وأكد أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يجدد وفاءه وانتماءه الراسخ في ذكرى البيعة الخامسة لقائد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-.

وأكد الكاتب الأيوبي أن العلاقات السعودية الفلسطينية في ظل حكم الملك سلمان شهدت تطورا والتحاما لا مثيل له، بالتزامن مع منعطفات خطيرة تمر بها القضية الفلسطينية نتيجة للتعنت الإسرائيلي واعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان رد المملكة صريحا وحاسما برفض هذا الاعتراف لدرجة أن الملك سلمان أطلق على القمة العربية، التي عقدت في الظهران، اسم (قمة القدس)، وذلك في موقف واضح ورافض بشكل صريح لأي مساس بمكانة القدس السياسية والدينية بالنسبة للعرب والمسلمين.

زيد الأيوبي


» احتضان اللاجئين

وذكر الكاتب الأيوبي أن «المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان احتضنت اللاجئين الفلسطينيين، ووقفت معهم وقفات عز وكرم لن ننساها، عندما قررت زيادة مساعدتها بعشرات الملايين من الدولارات، ردا على وقف المعونات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وهو ما كان له الأثر الكبير في نفوس كل الفلسطينيين».

وزاد: «وقفات الملك سلمان التاريخية مع فلسطين وقضيتها منقوشة في ذاكرة الشعب الفلسطيني بحبر الوفاء والانتماء، وسيبقى الشعب الفلسطيني على عهده مع السعودية قيادة وشعبا ويقف خلف سياسة الملك سلمان الحزم بكل توجهاتها الإقليمية والدولية». وأشاد الأيوبي بدور المملكة مضيفا «في عهد والد الأمة أصبحت المملكة رئيسة قمة العشرين القادمة وارتبط باقتصادها كل الاقتصاد الدولي، فلا يمكن لأي دولة مهما علا شأنها أن تستغني عن علاقاتها مع السعودية».

د.عماد الدين الجبوري


» مؤازرة العراق

إلى ذلك تحدث المحلل السياسي العراقي د. عماد الدين الجبوري، قائلا: «في الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، -حفظه الله ورعاه-، مقاليد الحكم في المملكة، فإن خبرته الضليعة وسيرته الحافلة المتشعبة في مختلف المستويات الداخلية والخارجية، مكنت المملكة من تحقيق وإنجاز الكثير.

فعلى الصعيد الداخلي، حققت المملكة تطورا وتقدما بسرعة زمنية مذهلة، لا سّيما في مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية، فضلا عن المجالات الاقتصادية والنفطية والتجارية».

وأردف: أود في مناسبة ذكرى البيعة، أن أشير إلى بلدي العراق، وما تم تحقيقه في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ومنها الاتفاقية السعودية العراقية، التي شملت نواحي مهمة عديدة في مجالات الطاقة والنفط والاستثمار والزراعة والصناعة وغيرها، والهدف من ذلك سحب العراق من القبضة الإيرانية إلى محيطه الطبيعي العربي، وكذلك نذكر بهدية الملك سلمان بإنشاء ملعب رياضي في البصرة، والتي تعني الشباب والصحة والمستقبل، لذلك بكل حبّ واحترام رفع العراقيون صورة الملك سلمان عاليًا.

عبدالجليل السعيد


» الثورة السورية

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي السوري عبدالجليل السعيد، أن عهد الملك سلمان يتميز بأنه عهد العزم والحزم، العزم الداخلي والحزم الخارجي، فالملك سلمان من خلال توجيهاته وإشراف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على كافة المشاريع لا نقول فقط الخدمية، إنما ذات الصيت العالمي داخل المملكة من حيث البنية الاقتصادية الجديدة، ودعم المواطنين وتقديم كافة الإمكانات، التي تتمتع بها الدولة السعودية كدولة كبرى في هذه المنطقة، وتقود العالمين العربي والإسلامي. إن رئاسة المملكة لقمم كثيرة في عهد الملك سلمان، وآخرها استضافة قمة العشرين في العام المقبل هو دليل على أن المملكة تسير نحو مزيد من التقدم والتطور، في عهد هذه القيادة الكريمة. وأبان: أعتقد أن الإنجازات السعودية لا يمكن حصرها، ولكن نستطيع أن نقول إن ما يرتبط بالشأن الداخلي متميز، ويحظى بتغطية وتعليق دولي وعالمي، على أن الملك سلمان يولي أهمية كبيرة على ازدهار المملكة.

» مواجهة إيران

ويواصل المحلل السياسي السوري حديثه بالقول: فيما يرتبط بالشأن الخارجي، تميزت مواقف الملك سلمان بالوضوح الدائم حيال القضية الفلسطينية، كقضية مركزية للعرب والمسلمين، ووقوفه إلى جانب الشعب السوري ونكبته، ودعمه العادل للقضايا العربية والإسلامية، وحرصه وحكمته في رأب الصدى بين الأشقاء، وعلى مساعدة اليمنيين شمالاً وجنوباً ومواجهته الحوثيين الإرهابيين، في مواجهة النظام الإيراني وأذرعه وميليشياته. وأيضاً الكاريزما السياسية والهيبة الدولية، التي ترافق الملك سلمان أينما حل وأينما ارتحل، فخادم الحرمين يتمتع بسمعة دولية رفيعة، وباحترام شديد من قبل قادة العالم، الذين يعلمون أن دولة كبرى بحجم السعودية يقودها ملك عارف لبواطن الأمور، وأعتقد أن هذه المرحلة تميزت في كل المستويات، بشيئين أساسيين، بقدرة خادم الحرمين على خدمة شعبه وقدرته على تقديم العون لإخوانه وأشقائه العرب والمسلمين.

هشام الزياني


» عمود الخليج

ويرى المحلل السياسي البحريني هشام الزياني أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، يسير ويكمل خطى المؤسس وأبناء ملوك السعودية من بعده، بإرساء دعائم الأمن في العالمين العربي والإسلامي، حيث شاهدنا على سبيل المثال جهود الملك سلمان في السودان. مضيفا: السعودية هي العمود الفقري لأمن الخليج، وهي الدولة الوحيدة التي تتصدى للغطرسة الإيرانية في المنطقة، وبنفس الوقت السعودية مدت يدها إلى العراق في ظروفها الصعبة من أجل أن تنتشل العراق مما هو فيه.