صالح المسلم

استحضرت ماذا أكتب، وعن أي موقف أتحدث، وكيف سأبدأ بالكتابة عن «سلمان الملك» و«سلمان الإنسان» قبل كل شيء و«سلمان المواطن» ابن الجزيرة العربية..

«سلمان الفكر»، والأدب، ومواقفه معنا نحن «ككُتّاب، ومُثقفين، وصحفيين».

تذكّرت مواقف عدة «أُوجز» لكم منها.. و«ماذا قال لي الملك..؟»

حينما دلفتُ إلى عالم الصحافة، وكنتُ شابا يافعا، أسستُ مع بقية الزملاء صفحات تعتني بالمرأة و«شؤون المرأة» وتحمّستُ لهذه الفكرة وكتبتُ مقالات عديدة، وكانت صفحات الخميس والجمعة مُخصصة «للاستثمار النسائي» ولدور المرأة، وأنه يجب أن تأخذ حيزا أكبر من المُشاركة الفاعلة في «عملية البناء والتنمية».. أليست هي «نصف المُجتمع».. فلماذا يتم تعطيل هذا النصف ويظل المُجتمع أعرج؟.

حوربت، وتم إيقافي عن الصحافة والكتابة، وذهبت ساعتها إلى «إمارة منطقة الرياض» وكان الملك -حفظه الله- حينها أميرًا لها، وشرحت له موقفي، وأنني ابن هذا البلد، غيور على أمي، وأختي، وابنتي، وبنات الوطن، ومن هُنا كانت كتاباتي، فأمر -حفظه الله- بإعادتي وعدم المساس بما أكتب.

«الموقف الآخر» وبعد عدة سنوات أعددت كتابًا وقُمت بطباعته وبدأ يأخذ حيز التنفيذ وقبل أن يكون في الأسواق أحببت أن تكون النسخة الأولى لهذا الرجل العظيم -أعرف أنه قارئ نهم ومهتم كثيرًا بالعلم والثقافة- فطلبت لقاءه -حفظه الله- في إمارة منطقة الرياض؛ لإهدائه كتابي، وكانت الإجراءات البسيطة وتقدمت بين يديه -حفظه الله- وقال لي «كلمات» لا أنساها ما حييت «أنتم من بيت كريم مُثقّف» وسألني عن تفاصيل حياة «ابن العم» مُؤلف مجموعة مُجلدات «رحلة العقيلات»، وحينما ذكرتُ له أنه توفي -رحمه الله- رأيت الحُزن على وجهه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وبعد أن أصبح ملكا وماذا بعد..

جاءتني دعوة من الديوان مع مجموعة من الزملاء والزميلات والمُثقفين والمُثقفات والكُتاب والكاتبات للقاء خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، ساعتها قلت في نفسي الآن أصبح ملكًا والوصول إليه والسلام عليه وإهداؤه كتابي الأخير (حوار الأديان) سيكون صعبًا، ولكنني عزمت الأمر وأخذت معي أربع نُسخ لعل وعسى أن تتهيأ لي الفُرصة.

دخلنا الديوان وفي الصالة المُعدة للضيوف والاستقبال حضر الملك وكانت الرهبة والمكان، وكان الإنسان والوجود والهيبة.. «فقلت لأحد الزملاء (يعمل في الديوان) أُريد أن اهدي الملك كتابي ولكن لا أعلم الإجراءات فابتسم وقال:لا تُصعّب الأمور.. اذهب إليه الآن ولن يقف في طريقك أحد، أبهذه السهولة نلتقي الملك؟ فعلًا إذا قالوا لك «الأبواب المفتوحة» فاعلم أنها حقيقة وليست مُجرد ادعاءات وأقاويل للاستهلاك الإعلامي..!

هُنا «سلمان» وهُنا «الكلمة» و«الموقف»، وهُنا الذكريات والتذكّر، ومع عشرات الإعلاميين والإعلاميات، والصحفيين والصحفيات، وقف معهم وآزرهم وأيد كتاباتهم وانتقد بكل أدب وحافظ على علاقته بالعُلماء كمُنجز عظيم لهذا الملك القائد.

الإنجازات بالمئات والألوف، والقادم سيكون أكبر بحجم الوطن والعالم أجمع، فنحن قادمون على اجتماعات جي 20 ((G20))، وعشرات المؤتمرات والقادة والمسؤولون والزعماء ورجال الأعمال والشركات العالمية ستكون حاضرة في الرياض وجدة والدمام والعشرات من الفرص والتوظيف، والإنجازات، والمشاريع، والعام القادم مُنجزات لـــ.. نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، والعام القادم سنرى (أرامكو بعد الاكتتاب) تُحلّق في سماء التداولات ومزيدا من العوائد، وفي الأعوام القادمة سنلمس المُنجزات بأيدينا، ونشعُر بها في قلوبنا، وسيكون للوطن ألف ألف «سلمان» ومُنجز.. في الأعوام القادمة ستكون المرأة وزيرة وقائدة، وستُخرّج جامعاتنا العشرات من الطلبة والطالبات ممّن يتفوقون على الآخر «بالعلم والمعرفة».. في الأعوام القادمة سيكون لنا طموح أعلى، وهمة أكبر ووطن يُعانق السماء بهمة شبابه، ويعلم الله أنني أرى الإنجازات تتحقق واحدة تلو الأخرى.. ويعلم الله أنني أرى مُستقبلًا باهرًا، فلا تلتفتوا لمن يُحاول زراعة الألغام ويحبط همتكم.