عبدالرحمن إدريـس - الدمام

أشهر «الصخور الفضائية» المثيرة للقلق.. ومروره يتكرر 10 مرات

أعلنت وكالة ناسا «NASA» الفضائية عن توقعات جديدة تشير إلى زيادة نسبة خطورة الصخرة الفضائية المسماة «أبو فيس»، حيث كشفت وكالات الفضاء، عن احتمالات الاصطدام بالأرض، خلال السنوات المقبلة، فيما يستمر التحذير من هذا الكويكب الأكثر شهرة، الذي يحلق في مسار تصادمي مع كوكبنا، خاصة في ظروف عدم وجود تقنيات دفاعية قادرة على الحماية، من تهديد الصخور الفضائية حتى الآن.

» كويكب خطير

وتتابع «ناسا» حاليا هذا الكويكب الخطير، بواسطة نظام التحذير الآلي «Sentry»، مع ترجيح مروره قريبا من الأرض في 10 تواريخ متقاربة، بدءا من الآن، وحتى نهاية القرن الجاري، ويعد اقترابه الأول في عام 2029، مجالا للبحث والتطوير الذي يساعد في تجهيز الدفاعات الكوكبية، إضافة إلى أن هناك 9 فرص أخرى للاقتراب من الأرض بين عام 2060 وأبريل 2103.

» الأفعى الشريرة

وترجع تسمية «Apophis 99942» إلى الأفعى الشريرة في «الميثولوجيا» المصرية القديمة، والتشبيه على هيئة ثعبان برأس إنسان أو تمساح قبيح، كما يظهر في الرسومات على جدران المعابد، وبرغم ذلك فإن هناك اثنين من ملوك «الهكسوس» الذين حكموا مصر حتى عام 1500 قبل الميلاد، حمل كل منهما اسم «أبو فيس» لقبا لتتويجه.

» فرصة للعلم

الدكتورة «Marina Brozovich» من مركز دراسة الأجسام القريبة من الأرض، التابع لوكالة «NASA» قالت: إنّ اقتراب «أبو فيس» من الأرض عام 2029 سيقدم للعلم فرصة لا تُصدّق، إذ سنراقب هذا «الكويكب» عبر التلسكوبات البصرية، وقد نتمكن بفضل عمليات رصد الرادار، من رؤية تفاصيل على السطح لا يتجاوز حجمها بضعة أمتار، وأيضا إمكانية المزيد من المعرفة عن حجم «الكويكب» وشكله وتكوينه، وربما سطحه الداخلي أيضا.

وبحسب علماء الفلك فإن مرور «أبو فيس» قرب الأرض عام 2029 سيكون عاديا، لكن خطر الارتطام بالأرض سيزداد عند عودته للاقتراب عام 2036، وتكمن الخطورة الرئيسة في أنه، عمليا، سيمر بسرعة هائلة تصل إلى 30 كيلومترا في الثانية، ولا يُعرف حاليا كيف تكون طبيعة التجاذبات قي ذلك الموعد، ناهيك عن مخاطر أخرى، خاصة في تكاثر الأقمار الاصطناعية حتى ذلك التاريخ، وفي حال مروره بسلام - بإذن الله-، فإن سكان الأرض يستطيعون مشاهدته بوضوح بالعين المجردة ليلا.

» إنقاذ الأرض

واقترح خبراء بمعهد الدراسات الكونية الروسي، سيناريو علميا من شأنه إنقاذ الأرض من الكارثة، وذلك عن طريق إطلاق صاروخ لجذب جرم صغير مما يدور حول المريخ أو المشترى، ودفعه لملاقاة «أبو فيس»، وتدميره قبل وصوله إلى الأرض.

وفي ذات السياق تكشف الحسابات الحالية، أن «أبو فيس» لديه فرص ضئيلة جدا للتأثير على الأرض، بنحو أقل من واحد من بين كل 100 ألف عقد من الآن، ومن المتوقع أن تستبعد القياسات المستقبلية لموقع الكويكب أي آثار محتملة، وفقا لعلماء «ناسا».

» مسار الكويكب

يُذكر أن وزن هذه «الصخرة الفضائية» 67 مليون طن وطولها 340 مترا، ولا يكفي ذلك لحدوث تدمير كبير، ولكن في حال ضربت الأرض، فإنه يمكن أن تُحدِث بعض الأضرار في مساحة تمتد آلاف الكيلومترات المربعة، تاركة وراءها حفرة عميقة جدا.

كما يشير العلماء إلى أن مجرد تغيير بسيط في مسار «الكويكب»، سيعني الاتجاه نحو الأرض بقوة تعادل 120 ألف كيلو طن من الطاقة الحركية، مقارنة بقوة 15 طنا من مادة «تي إن تي» الناتجة عن انفجار القنبلة الذرية في «هيروشيما» عام 1945.