د. عبدالوهاب القحطاني

المكانة الدينية للمملكة تجعلها في صدارة اهتمامات المسلمين حول العالم، حيث يقصدها الملايين للحج والعمرة، بل يفضل المسلمون وغيرهم العمل في المملكة. وللمملكة دور كبير في اقتصاد وأمن واستقرار العالم، حيث تعتبر أكبر منتج ومصدر للنفط والبتروكيماويات، ناهيك عن مكانتها المالية بين دول العشرين العظمى G 20.

انفتاح المملكة على العالم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياحيا ضرورة في الخيار الإستراتيجي للمملكة بما يخدم رؤية 2030، بل يعد أساسيا في تبادل العلم والمعرفة والتجارب والخبرات بين الشعوب بمختلف ثقافاتها وأديانها وقيمها وعاداتها وتقاليدها.

تغيير الصورة النمطية عن المملكة بأنها دولة النفط والجمال والصحراء القاحلة يستوجب جهودا كبيرة وحثيثة في كافة المجالات، وأهمها السياحة ليقف السائح على الكثير من الحقائق عن الثروات العديدة التي تنعم بها المملكة. مواسم المملكة كثيرة ومتعددة المناشط في ظل رؤية 2030 التي تهدف إلى التنويع الاقتصادي السعودي بالتوسع في مجالات لم يسبق للمملكة الاستثمار فيها، مثل الترفية والسياحة والصناعات الحربية المتقدمة والتقنية وتكنولوجيا المعلومات، وذلك للتقليل من الاعتماد على النفط تدريجيا بحلول 2030.

وسيكون لهذه المواسم فوائد كثيرة تنعكس على المجتمع في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية، من حيث توظيف الشباب من الجنسين وتدريبهم في مجالات حديثة، مثل تنظيم المواسم والمهرجانات بما في ذلك تطوير مهارات السعوديين في إدارة الفعاليات في مختلف مدن ومناطق المملكة، وكسب مهارات وخبرات جديدة للشباب والشابات الذين التحقوا بالعمل الموسمي في هذه الفعالية، ما يعطيهم فرصة في التوظيف الدائم في الشركات المشاركة في دعم الفعاليات خلال موسم الرياض.

سيعزز موسم الرياض الحراك الاقتصادي والاجتماعي بما يحقق الخير والنماء للمجتمع والشركات والمؤسسات التي ترغب في تسويق منتجاتها من سلع وخدمات في موسم الرياض.

وبما أن الرياض عاصمة المملكة فلا بد أن يكون موسمها مميزا بما يليق بمكانتها، وسيساهم الموسم بدور كبير في النشاط الإعلامي لتوعية السياح الأجانب الذين يرغبون في التعرف على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية للمملكة.

موسم الرياض يجمع بين الترفيه والسياحة في آن واحد، ما يساعد على النمو الاقتصادي المحلي وتقريب الشركات الترفيهية العالمية إلى السعوديين، بدلا من سفرهم إلى خارج البلاد وبالتالي يتم تدوير القوة الشرائية للمواطن والمقيم والسائح الأجنبي في الاقتصاد السعودي. ويقدر عدد زوار موسم الرياض بحوالي 20 مليون زائر. وبالطبع سيكون موسم الرياض داعما اقتصاديا قويا.

وآمل أن يكون للأسر المنتجة والحرفيين في المملكة الفرصة في التعريف بمنتجاتهم، وتسويقها بما تشمله من أكلات شعبية وملابس وفنون وهدايا تذكارية يتمناها السائح القادم إلى الرياض في فترة الموسم.

أما على مستوى الشركات الداعمة لموسم الرياض، فإن تواجدها فائدة تسويقية لمنتجاتها وخدماتها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. ينعكس دعم الشركات السعودية على إحساسها بالمسؤولية الاجتماعية، وبالتالي تحسن صورتها الذهنية أمام المجتمع. وستكون محصلتها من المسؤولية الاجتماعية زيادة مبيعاتها وأرباحها وولاء المستفيدين منها لها.

الخلاصة موسم الرياض يجلب العالم إلى الرياض في مدة زمنية مناسبة، بحيث يستطيع سكان المملكة زيارة الرياض للاستمتاع بموسمها المميز. وهذا يوفر المال والوقت والجهد على سكان المملكة من مواطنين ومقيمين، ويحرك الاقتصاد نحو النمو.

@dr_abdulwahhab