د. ريم الدوسري

أسعى في زاويتي الأسبوعية لإلقاء الضوء على مواضيع مميزة تواكب الأحداث، التي تحصل في بلادنا الحبيبة. عادة يكون هناك حدث أو اثنان اختار بينهما للحديث عنه، إبرازه وإبداء الرأي. لكن هذه المرة كانت معضلة جميلة، فالأحداث -ما شاء الله- كثيرة من كل حدب وصوب، وكل منها له وزنه ويحتاج لسرد مطول لإعطائه حقه. تزاحمت الأفكار وصعب اتخاذ القرار، ومن باب الحس الوطني وأهمية الأحداث قررت أن أتحدث عنها جميعاً. لذا فمقالي هذا سيقص لكم عن بعض التطورات، التي حدثت خلال الأسبوع الماضي فقط في المملكة، فصلاً واحداً وليست الحكاية كاملة، سنحكي عن فرحة وطن وحزمة من النجاحات والتطورات.

سأبدأ بسرد أهم الأحداث وهو خطاب سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لأعمال مجلس الشورى السعودي، كان الخطاب خارطة طريق، شاملا وجليا به حرص القائد -أمد الله بعمره- على المواطن، حيث هو مركز التنمية، وضح خلاله انخفاض نسبة البطالة وإيجاد فرص وظيفية، ومواصلة الجهود في تمكين المرأة ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 23.2% في عام 2019. كما ذكر -حفظه الله- أهمية اكتتاب شركة أرامكو السعودية وما سيحققه من فوائد استثمارية للمملكة وغيرها الكثير.

كما انضمت المملكة للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو وهذا يؤكد مكانة المملكة وتأثيرها الدولي، وتاريخها الحافل في خلق وتعزيز السلام وفي تثبيت مجالات التربية والعلوم والثقافة. فالسعودية بلد مترامي الأطراف، فيها العديد من الثقافات، هي مهد الحضارات والفنون، ثرية جدا بإرثها التراثي، ستقدم الكثير للمنظمة. إنجاز بعده إنجاز ولم انته بعد.

احتفلت الدرعية «جوهرة المملكة» وعاصمة الدولة السعودية الأولى يوم الأربعاء الماضي الموافق 20-11-2019 بحضور الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بـ«مشروع بوابة الدرعية» التاريخية، لتكون وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث تهدف لاستقطاب 10 ملايين سائح بحلول عام 2030.

الدرعية تتميز بخصائص تاريخية، ثقافية، عمرانية وجغرافية أهلتها لتكون في عداد المدن التراثية العالمية. تمتلك تاريخا عريقا يزيد على الـ500 عام، إرث حضاري وثقافي ضخم، من المهم إبرازه وتسليط الضوء عليه وعلى مساهمة أبنائه في تأسيس المملكة. الدرعية تروي تاريخ أمّتنا للعالم، تكمن قيمتها في كونها أساس جذور الشعب والمملكة، تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتؤصل علاقتنا بإرثنا الحضاري والثقافي.

تاريخ ننقله للأجيال نفخر به، الدرعية أصبحت أسطورة ثقافية وتاريخية عالمية بنكهة سعودية. مرحلة حديثة تخوضها المدينة، وأصاب من سماها بجوهرة، بل هي ألماسة استثنائية استخرجت من كنز التاريخ، ستضيء جوهرة المملكة وتحكي قصتنا بعد أن تحولت إلى وجهة سياحية رائدة.

الإنجازات جميعها تؤكد المضي بتحقيق رؤية 2030، فخورة جداً بوطني، ومن مجد لآخر، حفظ الله مملكتنا الغالية.

والقادم أجمل بإذن الله...

@DrAL_Dossary18