حصة الدوسري - الدمام

تتضمن 21 مبنى و472 فصلا بطاقة 11800 طالب

تلعب البيئة المدرسية وتصميمها وهندستها دورا كبيرا في حياة الطالب الدراسية وتساعد في تحقيقه لما يطمح إليه، حيث يجسد المكان عنصرا أساسيا في ارتباط الطالب بمدرسته وانتمائه لها، وبالتالي إقباله على تلقي العلم والمواظبة على الحضور.. وفي المقابل لا يمكن لمبنى مدرسي غير مجهز أو تنقصه أساسيات البيئة المدرسية السليمة أن يحقق أيا من تلك الأهداف.

«اليوم» فتحت ملف المباني المدرسية، وكان من أهم مطالب المواطنين وأولياء الأمور تحديداً أن يكون المبنى المدرسي بأحدث المواصفات الواجب توافرها في المباني المخصصة لإنشاء المدارس.

» المدارس الابتدائية

أشار المواطن فيصل محمد إلى أن المدارس الابتدائية تحديداً تحتاج إلى معايير محددة في تصميمها، لتحفيز الأطفال وتشجيعهم على الذهاب للمدرسة، منوّهاً بأن المباني المستأجرة لا تناسب هذه الفئة من الطلاب، بل إنها تسبب نوعا من القلق للطفل وتشعره بالملل، بخلاف المباني المدرسية الأخرى المتضمّنة صالات وملاعب وأفنية تكون مساعدة للعملية التربوية.

» مبان متهالكة

وأضاف المواطن سلمان الحربي: إنه ومن واقع تجربة رأى أن صلاحية هذه المباني ضعيفة جداً، وأن ابنه عانى منها وشهد كارثة انهيار سقف إحدى الغرف الدراسية، و-بفضل الله- لم تحدث إصابات لسقوطه وقت الفسحة.

» الافتقار للمصلى

أما المواطنة ريم -معلمة في إحدى المدارس المستأجرة- فأشارت إلى عدم وجود مصلى بالمدرسة التي تعمل بها، إضافةً إلى عدم توفر الخصوصية للطالبات وقت الفسحة، وذلك لضيق المكان أولا، ولعلو نوافذ المنزل المجاور للمدرسة الأمر الذي يُسهِّل رؤية الطالبات.

» مواقف السيارات

ونوّهت المواطنة أم ليان إلى تكدّس السيارات أمام المبنى المدرسي المستأجر، الأمر الذي تضطر على إثره للوقوف أمام أي منزل مجاور للمدرسة، من ثم النزول لأخذ ابنتها، مما تسبّب لها في مشاكل مع سُكّان الحي إثر الوقوف في أماكنهم المخصصة، وقد طالبت بإيجاد حل بديل عوضاً عن تلك الأزمة اليومية التي يعاني منها أولياء الأمور.

» مُسكِّن مؤقت

وأشار الاستشاري الاجتماعي والأسري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض د. شجاع القحطاني إلى أن المباني المدرسية المستأجرة لها تأثير كبير على مستوى الطلاب والتحصيل الدراسي، سواء من ناحية جودة المباني، اتّساع الغرف (الفصول)، النظافة، خاصةً وأنه كلما كان عدد الطلاب مرتفعا كان استيعاب الطالب صعبا جداً، وبالتالي يجد المعلم صعوبة في إيصال المعلومة بشكل جيد.

وأشار إلى أن المباني المستأجرة كالمسكِّن، حل مؤقت لا يحل القضية، بينما تستغرق المعاناة فترة طويلة وربما دائمة، فيكون ضحيتها الطلاب الذين لا يجدون الفرصة في الحصول على تعليم أو خدمات جيدة وبالتالي يكون مستواهم التعليمي متدنّيا.

» راحة نفسية

وأشار د. القحطاني إلى أنه كلما كانت بيئة المدرسة مهيأة بمبنى يساعد على الراحة النفسية، الخصوصية، مُضمّناً بالأدوات المتكاملة للطالب، كالكراسي والطاولات الجيدة، معمل أو مختبر مجهز تجهيزاً مناسباً وآمن ومتكامل، مقصف نظيف ومتكامل الخدمات، دورات مياه نظيفة، ساحة واسعة يمكن اللعب فيها وممارسة الرياضة، كلما كان أداء الطالب الدراسي أفضل، خاصةً أن عدم وجود المرافق الجاهزة المتكاملة أمر له تأثيره على الطالب، من الناحية النفسية، الاجتماعية، والفهم والاستيعاب، منوّهاً بأن عددا كبيرا من الطلاب يتأثر تأثيراً واضحاً من افتقار المدارس للمكيفات الجيدة، خاصةً أن بعض الطلاب لا يستطيع التعبير عن النقص الذي يعيش فيه داخل أسوار المدرسة لخوفه من الإدارة.

وأضاف: العدد الكبير للطلاب يتسبب في إرهاق كبير للمعلم، إما ذهني أو نفسي وبالتالي فالمعلم لا يستطيع التمييز بين الفروق الفردية بين الطلاب، حيث إنه من الممكن أن لا يساعد الطلاب أصحاب المستوى الضعيف.

» متطلبات السلامة

وأشار عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية م. سلطان الدلبحي إلى أنه من أهم المقومات لبناء جيل يُعَوّل عليه لتحقيق الرؤية الوطنية الطموحة، فإنه من الضروري الاهتمام بمحاضن التعليم المتمثلة في مباني المدارس والجامعات، مُشيراً للتقدم الذي تشهده المملكة في جميع القطاعات إلا أنه ما زال هناك نقص في المدارس يعالج باستئجار مبان سكنية، واستخدامها كمدارس على الرغم من أن الغالبية العظمى من تلك المباني لا تتوافر فيها أبسط المقومات من حيث كفاءة الطاقة الاستيعابية، والتهوية السليمة، التكييف، وافتقارها لوسائل ومتطلبات السلامة من مخارج الطوارئ الكافية، وأنظمة الإنذار والحماية من الحريق والكوارث.

» شراكات وعقود

وأضاف الدلبحي: يلاحظ التكدس الرهيب لأعداد الطلاب في الفصول، في المباني المستأجرة وهذا ما يتعارض مع تحقيق مقومات البيئة التعليمية الصحية، الأمر الذي يُقلّص فُرَص المعلم في إيصال المعلومة لعدد يفوق الثلاثين طالبا، مؤكدا على ضرورة تحديد حد أدنى مقبول من المعايير يلزم توفره في المبنى المرغوب استئجاره كمدرسة، مُبيّناً أن الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء مدارس على المرافق المخصصة للتعليم أمر قد يحقق أفضل المعايير، وذلك عبر استئجارها بعقود طويلة تضمن الحصول على مباني مدارس بجودة جيدة جداً.

وأضاف: من الممكن تشكيل لجان تفتيشية، تعد تقريرا خاصا عن كل مدرسة، والتوصية بالاستمرار في الاستئجار أو عدمه، مؤكداً بدوره أن المباني التعليمية الراقية ستُخرِج جيلا منتجا ومتطورا.

» خطة تعليم الشرقية

وعن اعتماد وزير التعليم تنفيذ ٢١ مبنى تعليميا بالمنطقة الشرقية وإسنادها لشركة تطوير ومواقع تنفيذها، أكد المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص أن المشروعات تضمنت مجمعات تعليمية ومباني مدرسية، في مختلف محافظات المنطقة التابعة للإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، وستشمل 472 فصلا دراسياً وبطاقة استيعابية تبلغ قرابة 11800 طالب وطالبة.

منوّهاً بأن هذه المشروعات تأتي بهدف إيجاد بيئة تعليمية تربوية مناسبة وملائمة تسهم فعلياً في رفع قدرة الطلاب والطالبات على الاستيعاب، كما تصب في محور تحقيق رؤية 2030 في توفير البنية الأساسية، وإيجاد البيئة التي تدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، إلى جانب تنفيذ خطة الوزارة في الاستغناء عن المباني المستأجرة التي لا تتوفر فيها البيئة التربوية المناسبة.