مشاري العقيلي

لطالما كان لأرامكو السعودية دورها الحيوي في الارتقاء بالقطاعات الاقتصادية، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك يتم من جهتين، أولاهما فعالية التقنية التي تنتجها، وعكسها في الفضاء الاقتصادي الوطني بما يشكل عامل تحفيز لغيرها من الشركات في تطوير قدراتها، والاستفادة من تجارب الشركة الدولية في الأداء الاقتصادي والاستثماري، وثانيهما الإسهام في نقل التقنية وتقديمها لغيرها من الشركات الوطنية.

في الحالتين يستفيد القطاع الاقتصادي من دور أرامكو السعودية، ويمضي أكثر معرفة بتطورات الإدارة الاقتصادية وأين يقف العالم في تجاربه، ولعل تكريم الشركة عددًا من المصنّعين الوطنيين الذين تميّزوا بتقديم سلع عالية الجودة، وذلك خلال ملتقى أرامكو السعودية للجودة والتميّز 2019م، الذي عُقد الأسبوع الماضي تحت شعار «قيادة التغيير في جودة التصنيع والبناء والخدمات» يقدم لنا رؤية أكثر وضوحًا لفكرة التحفيز والتعامل مع التطورات التقنية في الأنشطة التصنيعية.

الملتقى يهدف إلى تعزيز التميّز في الجودة، وتوفير منصة لأرامكو السعودية والجهات ذات الصلة في قطاع التصنيع لمشاركة الأفكار وإثبات مكانتها في مجال الجودة، وتشجيع الصناعة المحلية، والارتقاء بها إلى المنافسة العالمية، وذلك بالتأكيد كفيل بأن يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية عالية القيمة في المدى المنظور؛ لأن تبادل الأفكار والآراء بشأن تطورات العمليات التصنيعية مهم في هذا الإطار، ويفتح الآفاق للمضي قدمًا في الاستثمارات بصورة أكثر استيعابًا للمستجدات ومواكبة للتطورات وقدرة على مواجهة التحديات.

الشركات التي فازت بالجائزة لدورة هذا العام لها تجاربها وامتداداتها الاستثمارية، سواء في المحيط الوطني أو الدولي، غير أن وجود أرامكو في خضم هذا النشاط يمثل تشجيعًا لافتًا ومهمًا لكل فائزة في مسارات الجائزة المتعددة، ويجعلها أكثر استنارة بمتطلبات الجودة الشاملة، سواء في الإدارة أو المنتجات والخدمات التي تقدّمها، وتجعلها في وضع تقني وإنتاجي أكثر تماشيًا مع مقتضيات التطور، وتحقيق أهدافها على المدى البعيد؛ لأن هناك محفزات ملهمة وجديرة بأن تسهم في انتقال المعرفة الاقتصادية بصورة أكثر سلاسة وتشجيعًا ودعمًا للصناعات الوطنية، وذلك ما يجعل مثل هذه الفعاليات نقطة تحوّل في مسيرتنا الاستثمارية والصناعية.