«واشنطن بوست»

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه برغم هدوء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن حربا من نوع آخر تشتعل. وبحسب مقال لـ «ديفيد أجناشيوس»، فإن دخول واشنطن وبكين في هدنة مبدئية من الحرب التجارية لا يقلل من الخطورة الشديدة للحرب التكنولوجية بينهما في المستقبل، حيث تتسابق الدولتان في تطوير الذكاء الاصطناعي.

» اتفاق محدود

وأضاف الكاتب «يوم الخميس الماضي، بدا أن البلدان يمهدان الطريق لاتفاق محدود لخفض الرسوم الجمركية بإعلان وزير التجارة الصيني عن اتفاقية تجريبية تنص على أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إزالة نفس النسبة من الرسوم الجمركية في وقت واحد بناء على مضمون الاتفاق».

ومضى يقول «سلط تقرير مؤقت صدر الأسبوع الماضي عن لجنة شكلها الكونغرس العام الماضي الضوء على الخطورة الكبيرة لحرب تكنولوجية أمريكية – صينية، التي لا شك في أنها حرب ستخلق معسكرين متناحرين يتصارعان على السيادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي».

وأردف بقوله «أثارت خطة الصين للهيمنة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الرئيسة الأخرى نقاشا رفيع المستوى بين صناع السياسة ورواد الصناعة، حتى إن بعضهم حث على فرض قيود صارمة على ما يمكن أن تشاركه الشركات الأمريكية مع الصين، كما في عمليات الحظر ذات الصلة بهواوي، الشركة الصينية التي توشك على الهيمنة على اتصالات الجيل الخامس. بينما حذر آخرون من أن هذا الفصل في قطاع التكنولوجيا العالمي سيترك الجميع في أسوأ حال».

» تعاون ومواجهة

وأشار إلى أن البعض يحاول أن يجد طريقا بين التعاون والمواجهة مع الصين، موضحا أن من بين هؤلاء إيريك شميت، رئيس اللجنة والرئيس التنفيذي السابق لجوجل، الذي يرى أنه في الوقت الذي تحتشد الولايات المتحدة لمنافسة في الذكاء الاصطناعي، ينبغي أن تتجنب السياسات المتطرفة، محذرا من أن ذلك يضر بأمريكا.

ومضى «أجناشيوس» يقول: «لكن في الوقت الذي يحاول قادة اللجنة تجنب الستار الحديدي التكنولوجي، فإنهم يحاولون أيضا تشجيع حلفاء الولايات المتحدة على تجميع البيانات من أجل إستراتيجية ذكاء اصطناعي مشتركة بين الديمقراطيات الغربية مثل كندا وأستراليا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية».

ولفت الكاتب إلى أن التقرير يدعو إلى إنشاء شبكة من الشركاء تتشارك البيانات والأبحاث والموهبة، وتقاوم أي جهد تقوده الصين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في بناء دولة مراقبة بائسة.

» التحدي الأكبر

ونوه إلى أن هذا المقترح لإنشاء تحالف ذكاء اصطناعي من العالم الحر حظي بتأييد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في مؤتمر استضافته اللجنة.

ونقل عنه اقتراحه بأن الناتو ينبغي أن يشكل لجنة خاصة بالذكاء الاصطناعي كمنتدى لتبادل البيانات ولمواجهة الأنظمة الاستبدادية.

وأشار «أجناشيوس» إلى أن التحدي الأكبر أمام البنتاغون في كبح تقدم الصين السريع في الذكاء الاصطناعي هو جمع أفضل العقول في الولايات المتحدة.

وأضاف «يستطيع الصينيون السيطرة على أفضل العقول وأكثرها نبوغا، لكن الأمريكيين لا يستطيعون، موضحا أن صعوبة تطويع القدرات العقلية الأمريكية بات واضحا عندما تمرد مهندسو جوجل العام الماضي لرفضهم المشاركة في تطبيق ذكاء اصطناعي خاص بالبنتاغون يعرف بـ «مشروع مافن».

وبحسب الكاتب، فإن شميت وروبرت ورك، نائب وزير الدفاع السابق ونائب رئيس اللجنة، يرون أن شركات التكنولوجيا وموظفيها أصبحوا الآن أكثر استعدادا للعمل مع البنتاغون، ما دامت المشروعات تتمتع بالشفافية وتلبي معايير أخلاقية واضحة.