عبدالرحمن المرشد

أساليب بعض التجار في التلاعب على المستهلك عديدة ومختلفة ـ بالطبع لا نعمم- ولكن حديثنا عن أولئك الذين باعوا ضمائرهم من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الأموال ولو بطرق غير مشروعة، وهذه العينات من التجار تتواجد في كافة المجالات سواء السلع أو المواد الغذائية والذهب وغيرها، ولا يمكن أن يرتدع هؤلاء إلا عن طريقين، أولهما تطبيق أشد أنواع العقوبة من الجهات الرقابية والتشهير بهذه الطغمة الفاسدة، والأمر الثاني يتعلق بنا نحن كمستهلكين وضرورة معرفة حقوقنا كاملة لأنني لاحظت في كثير من القضايا أن الجهات الرقابية تضع القوانين وتطلب من المستهلك التواصل في حال حدوث تلاعب في بعض السلع ولكن لا يوجد من يتواصل معها، ولذلك من الأهمية أن يعرف المشتري حقوقه كاملة والاتصال بالجهات المعنية؛ لكشف هذا التلاعب لأنه لا يمكن لتلك الجهات أن تغطي جميع المواقع وإلا تطلب الأمر موظفا في كل محل وبقالة ومعرض وموقع وهذا يستحيل تحقيقه، ولذلك فالجهات الرقابية مشكورة فعلت ما يسمى -المستهلك مراقب- للتواصل معها في حالة حدوث تلاعب. محلات الذهب المنتشرة في أسواقنا لا تخلو من التلاعب والضحك على المستهلك بحكم عدم إلمامنا بخفايا هذه التجارة ومن أساليبهم كما روى أحد الأشخاص قيامهم ببيع أطقم الذهب التي تشتمل على فصوص للزينة على أنها ذهب بحيث يقوم بوزن الطقم بسعر معين للجرام شاملا الفصوص والمفترض عند الوزن يستخرجها بحكم أنها ليست ذهبا مما يزيد في السعر على المستهلك، علما بأن تلك المواد يصل وزنها إلى ثلث أو نصف وزن الطقم بمعنى أن الطقم لو افترضنا أن سعره ـ على أنه ذهب خالص ـ 10000 ريال، مع تلك المواد لا يتجاوز سعره الحقيقي 6000 ريال، هذا عند الشراء من محلات الذهب وعندما تريد بيع ذلك الطقم لا يعاملونك بالمثل بل يقومون باستخراج الفصوص ووزن الذهب الحقيقي مما يعرضك لخسارة كبيرة تتجاوز الثلثين؟ خلاف التلاعب في الأسعار فعند الشراء تجد أن سعر الذهب مرتفعا وعندما ترغب البيع تجد أن سعر الذهب متدنيا باستمرار؟. الجهات الرقابية ـ للحق ـ لم تغفل هذا الموضوع ولكن طالبت المستهلك عند حدوث ذلك بالتواصل معها وتسجيل بلاغ، ولكن نحن من يتهاون في الأمر ولو قمنا بالتبليغ لحمينا أنفسنا ومن بعدنا ولحمينا المجتمع من جشع هؤلاء. أعتقد أن العمالة المتواجدة في تلك المحلات لها دور كبير في التلاعب ـ ربما ـ أقول ربما لا يعلم التاجر ولكن يظل هو المسئول الأول لدى الجهات الرقابية، ولذلك من المهم تفعيل ما سبق الحديث عنه من سعودة هذا القطاع الذي يعتبر من أهم القطاعات وسيوفر آلاف الوظائف لأبناء وبنات الوطن سواء بائعين أو في مصانع الذهب الموجودة لدينا.. فهل يتحقق ذلك.. نتمنى.