هدى الغامدي

كثيرا ما كنت أفكر بيني وبين نفسي وفي كثير من الأحيان وخاصة أثناء قيادتي للسيارة (ماذا لو قدر الله وقع حادث أمامي) - حفظنا الله جميعا- أو تواجدت بالصدفة في مكان ما وكان فيه مصابون بحاجة إلى تدخل سريع، هذا التدخل (قد ينقذ حياته بعد الله) ؟ أو رأيت طفلا يلهو أمامي وفي غياب والديه ابتلع شيئا وأصابه اختناق، ماذا سأفعل هل أكتفي بالصراخ أو استدعاء سيارة الإسعاف أو أطلب من أحد المتواجدين الاتصال ب 997 لطلب الهلال الأحمر وذلك لأني لا أستطيع التدخل أو ماذا سأفعل؟!!! أسئلة كثيرة تراودني بين الحين والآخر وأسأل نفسي دوما لماذا لا نتعلم الإسعافات الأولية والتي جميعنا نعلم أنها قد تكون سببا في إنقاذ روح بعد مشيئة الله، لذا وأخيرا قررت ومجموعة من الصديقات التسجيل في برنامج الأمير نايف لمبادئ الإسعافات الأولية وبالفعل تم والتحقنا بالبرنامج الأسبوع المنصرم والذي استمر يومين متتاليين لمدة عشر ساعات في الدمام، تخلل هذه الدورة التدريبية نوعان من التدريب، النظري والذي يضم كافة المعلومات الإسعافية الأولية، والتدريب العملي الذي يعنى بتطبيق مهارات الإسعافات الأولية، حيث يقدم هذا البرنامج سعوديون مؤهلون أطباء وغير أطباء من الشؤون الصحية من خلال تجهيز مراكز تدريبية معتمدة، وكان أن أبدعت المدربتان شريفة المبارك وبثينة الماجد في تقديم الدورة التدريبية والذي اعتبر اجتيازي لاختبارها من أهم النجاحات التي أفخر بها، إذ أن اجتيازي وحصولي على شهادة مسعف أولي تعني أني قادرة بحول الله أن أساعد أي مريض، وذلك ضمن الحالات المسموح التدخل بها، كما طرح البرنامج مشروع مسعف العائلة الذي يهدف إلى إيجاد شخص في كل عائلة مدرب على مهارات الإسعافات الأولية ولا سيما الأمهات، كما أنني علمت أن هيئة الهلال الأحمر تقوم بزيارات مستمرة يومية لمدارس الأولاد والبنات؛ للتوعية بأهمية الإسعافات الأولية. هذا التدريب المكثف في برنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية لا يقتصر على النساء فقط، بل ويشمل مختلف فئات المجتمع، إذ أن هذا البرنامج موجه للجميع من أجهزة حكومية وقطاع خاص وحتى طلبة وطالبات المدارس، وبلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج مئات الآلاف من المتدربين والمتدربات والأعداد بفضل الله في اطراد مستمر بسبب وعي أفراد المجتمع بأهمية الإسعافات الأولية لما تشتمل عليه من معلومات قيمة ينبغي على الجميع معرفتها لتفادي المضاعفات التي قد تحدث جراء الإصابات المختلفة، على سبيل المثال: توقف النفس، الهبوط في الدورة الدموية، الجلطات، الحروق بمسبباتها المختلفة بأنواعها، الغرق، التسمم، الجروح بأنواعها، النزيف بأنواعه، التشنجات، الكسور، السكتات الدماغية، الربو، السكر، الضغط، ضربة الشمس، الإجهاد الحراري، الصرع، الحوادث وتبعاتها، الكوارث والكثير من الحالات التي تناولناها في دورتنا التدريبية وكيفية التعامل مع كل حالة سواء أكانت الحالة مع إنسان بالغ أو طفل أو رضيع. هيئة الهلال الأحمر السعودي في جميع مناطق المملكة لا تقدم دورات الإسعافات الأولية لمتدربين فقط، بل وتقدم برنامج إعداد المدرب حيث يمكن ويؤهل المدربين (الممرضين والممرضات والأطباء) ممن يجد في نفسه الرغبة والقدرة على تقديم دورة الإسعافات الأولية من التدرب والتعلم على يد أمهر المدربين، فكل الشكر لهيئة الهلال الأحمر على ما تبذله وتقدمه من خدمات إنسانية جليلة وعظيمة للمجتمع.