علي بطيح العمري

اعتاد بعض الناس لسنوات ممارسة الكثير من السلوكيات ظنا منهم أنها حرية أو أنها أفعال عادية، مثل تجول الشباب في الأسواق بملابسهم لا تليق! التي تولد منها مصطلح أبو فنينة وسروال، ولا تنس الكتابة على الجدران التي باتت سمة للبعض والتي بدورها شوهت الكثير من الجماليات. الذوق، هو مجموعة من السلوكيات والآداب التي يفرضها المكان والزمان والعادات والقيم، وهذه الآداب تشمل الملابس والكلام والسلوك والتعامل.. والذوق مصطلح جميل ووصف رائع يدل على جمال صاحبه، فالناس إذا أرادوا الثناء على شخص بما يحمله من صفات وأخلاق قالوا: فلان عنده ذوق أو صاحب ذوق. وإذا أرادوا ذمه قالوا: فلان ما عنده ذوق! لائحة الذوق العام التي اعتمدتها وزارة الداخلية السعودية ممتازة، وسوف تحد من الكثير من الظواهر التي كان الناس يشتكون منها كرمي المخلفات، وعدم الاحتشام في اللباس، وكل ما يجلب الضرر والإيذاء للمجتمع. وأتمنى أن تتمدد اللائحة لتشمل ذوي قصات الشعر المقززة! ليت كل إنسان يتحلى بأدبيات الذوق العام، ليس من أجل البشر، ولكن من أجل رب البشر، ومن أجل الإنسانية التي ينتمي إليها، وليس من أجل السلامة من الغرامات ولكن من أجل الجمال الحقيقي، هناك أدبيات تدل على وعيك وعلى علو ذوقك ورقيك: لا تدخن في جلسة فيها ناس لا يدخنون.. لا ترفع صوتك بالكلام أثناء الحديث.. لا تشغل الأصوات المزعجة في مكان عام.. التزم بثقافة السرا.. لا تأخذ موقف سيارة ينتظره شخص قبلك.. لا تقفل بسيارتك على أحد.. لا تترك حذاءك عائقا عند مداخل المساجد.. لا ترمي مخلفاتك في الشارع، ولا تتركها في مكان كنت تتنزه فيه.. أعط المشاة حقهم بالمرور خاصة الأطفال وكبار السن.. لا تراقب الآخرين وانشغل بنفسك.. لا تصور الناس إلا بعد استئذانهم.... والقائمة تطول وتطول، والإسلام هو دين الرقي وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.. وقال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق».. وقال: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار»، وقال ابن المبارك في تفسير حسن الخلق: هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف وكف الأذى. * قفلة.. لعلي بن أبي طالب: ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب