فلوة الزهراني



إن دعوة المثقفين من مفكرين وإعلاميين وجمع غفير في محافل الأحداث الثقافية والاجتماعية تتطلب الكثير من الجهود المكثفة فيما يعني ذلك «بروتوكولات رسمية» من أنظمة وإجراءات مجهزة بكامل الاستعدادات، حيث الكفاءات الإعلامية ونخبة من المصورين إلى جانب الاحترام والتقدير في حسن الاستقبال والسلوك لتحقيق الهدف بنجاح.

إن المصور هو «الناطق الإعلامي» لفحوى المؤتمرات وهو ركن أساسي لفرز الحدث كما أنه حلقة اتصال بين الداخل والخارج، وهو الموثق الإعلامي لسير المؤتمرات في نقل الفائدة والخبرة وتغطية المحاور المهمة والتعريف بأهم الأدوار.

متى ما استطاع المصور أن يرصد بذكائه إيجابيات اللقطة فعل، ومتى ما أراد أن يتصيد السلبيات في لغة «الكنز» المفقودة استهان، ومتى ما قدر أن يتسلق اللقطة في ذروة سنامها بلغ، ومتى ما ترقب أن يستولد «اللقطة النفيسة» في لحظة فنائها «بسل» وتوّج بلقب «قناص اللقطة».

أحد المصورين قام بالتقاط صورة لأحد الكُتّاب حيث واجه في الأمر ما يسترعي الانتباه ليجد أن الصورة التي قام بالتقاطها لم تكن محبوكة وربما تعمدها «لباعث الشهرة» فتم تداولها في شُعب من اللجان المسؤولة ولكن ليس من باب التشهير؛ بل لتتصدر «الترند في النكته والسخرية»، صورة كهذه من المفترض أن تحاكي «ملامح الملتقى الثقافي»، وتلامس «قيمة المثقف» قبل كل شيء.

إن الصورة الملتقطة هي بمثابة «بطاقة تعريفية» عن الأشخاص الذين تم تصويرهم ولا مجال للعبث في ذلك.

أحيانا قد لا يرغب أحدهم في التصوير مشيرا إلى أن السبب قد يعود إلى إشكالية قلة الخبرة وعدم الاحترافية التي تكاد لا تتعدى سوى كبسة زر لالتقاط صورة ذات قيمة ومعنى، فمن المفترض أن تمنحك الصورة شيئا من البهجة والسعادة لا أن تصطدم بالحسرة، وبدلا من أن ترى صورتك في أبهى حلتها تصاب «بوعكة بصرية» وتعتصر ألما، وتنزف غضبا من هول مظهرك، ولسان حالك يتمتم «أنا مش عارفني» فتهرع إلى ذاتك حانقا «بوجهٍ غير مألوف».

إن الخلل الذي يكمن في أخطاء التصوير يعد قصورا في تدني مهارة (اللقطة الاحترافية) لدى بعض المصورين.

فهناك من عمد لالتقاط صورة لأحد المثقفين وهو غالق جفنيه ليوهم الناس من خلالها أنه أتى على غير استعداد ولم ينم جيدا فيُحذف أو يُقصى ولا يعرّف به في إطار هذا التشويه، وهناك من فتح ثغره متثائبا ليجد أن الفلاشات قد برقت في جوفه على حين غفلة ليفيق من صحوة على صورة «يرثى لها».

وهناك من «يلعق شفتيه» وآخر «يرمش» إلى أن بدا «مختل النظر» مرورا بمن التقط شيئا سقط أرضا فلم يمهله المصور حتى ينتصب جالسا.

عزيزي المصور قد تعني لك تلك اللقطة «شيئا من اللذة والمرح» لكن يا سيدي الكريم الشهرة ليست على حساب المدعوين فما ذنبهم ليجدوا أن صورهم التي أوغلت في نفوسهم «الإحباط والغضب» لا تليق بمكانتهم وظهورهم.

فالمصورالمحترف «يتحدث مع اللقطة»، يتغلب على العيوب الشكلية والحركية، يتفهمها دون أن يطلب منه.

البعض لا يشعر بالثقة تجاه المصور والذي سرعان ما أن يلتقطك في صورة على حين بغتة فإما أن تغبنك الصورة أو أن يراق بها ماء وجهك لأن العين الثالثة في سبات عميق.

اختيار المصور من الأمور التي ينبغي توخي الدقة والحرص فيها.

إن من يستطيع أن يخرج «مونتاج» لفيلم قصير جميل ليس بالضرورة أن يجيد التقاط (صورة لؤطة)، فهناك من يستعرض عضلاته خلف كاميرا احترافية ليسعى باحثاً عن ضالته في «صورة بغلطة».

إن اللقطة السيئة هي واجهتك في العرض وتوقيعك الشخصي في سوق المنافسين فلا يأخذك الشغف لصيد «مارق غارق» وتتناسى نصيبك من التقييم فلا مجال للدعابة (ادرس اللقطة جيدا) وفكر مليا قبل أن تكبسها، النقد يسعى لتطويرك ووجهات النظر ليست على حدة، فانصت للهدف دون تشخيص المواقف فلا العيب في الأشخاص الذين تم التقاطهم دون أدنى مسئولية منك ولا اللقطة السيئة تُنسى وتمحى، لكنها تأخذ منحى آخر في منعطف العلاقات الشخصية على كف عفريت.