فاطمة عبدالرحمن - الأحساء

متخصصون يشيدون بدورها في دعم الشباب

ساهمت المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة في وجود حالة من الحراك الفني والسينمائي باعتبارها منظومة متكاملة ساعدت في تحفيز المواهب والطاقات الإبداعية، وهو ما يؤسس لنهضة تنويرية تضرب بجذورها في عصب التاريخ لتجمع بين الأصالة والمعاصرة وتدعم الأفكار الجديدة.

ترصد «اليوم» من خلال السطور التالية، رأي بعض صناع السينما في المبادرات الفنية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا مثل مسابقة «ضوء» و«جودة الحياة»، وكيف ساعدت في زيادة حالة النشاط الفني في المملكة ودعم صناعة الأفلام.

» جودة الحياة

قال المخرج حيدر سمير الناصر: «المبادرات الثقافية ساعدت على اكتشاف المواهب ومنها مبادرة «جودة الحياة» التي تحطم العوائق أمام أي إبداع وتزيح الستار عن المواهب المدفونة وتدعم صناع الأفلام في المملكة، فالتاريخ السعودي الحديث أثبت أن رؤية وزارة الثقافة ومبادراتها الخلاقة ساهمت في وجود قفزة هائلة وعملاقة في هذا المجال، وهو ما سيتوقف أمامه الكثيرون مستقبلا، وهو ما يؤكد أن وطننا يعيش أزهى مبادراته ويستحق أن يكون عملاقا بكل أبنائه ومواطنيه».

وأكد الفنان عبدالمنعم الغزال، أن مسابقة «ضوء» من المبادرات التي أعطت أفقا واسعا أمام صناع الأفلام لتحقيق أرضية لصناعة سينما سعودية باعتبارها صناعة وتجارة وثقافة، وهو ما يتواكب مع أهداف رؤية المملكة 2030، مشيرا إلى أن توافر الدعم يساعد في تجاوز معضلة كبيرة كانت تقف عائقا أمام المواهب والمبدعين لتحقيق مخرجات سينمائية حقيقية وطنية.

» تحفز الإبداع

بينما قال الكاتب والممثل عبدالله الفهيد، إن المبادرات تغير المفاهيم وتحفز الإبداع وتعد منصة لصناع الأفلام والمهتمين بهذا الحراك الفني، وهو ما يشير إلى أن قيمة الفن والإبداع لم تعد مهملة بل إنها في أول الاهتمامات.

وأشار إلى أن الحركة الفكرية تسير في منعطف تاريخي يمزج بين الأصالة والمعاصرة بما يتوافق مع المستجدات الحديثة، التي نعيشها في مختلف المجالات وعلى كل المحاور، في انطلاقة لا شك أنها ستساهم بشكل كبير في دفع عجلة الحراك الثقافي والإبداعي الوطني.

» المسرح الوطني

من جانبه، قال الممثل محمد عبدالخالق: «أنا أمثل فئة الشباب ممن أشعلت فيهم روح الحماسة والمنافسة بعد هذا الدعم لتقديم أعمال ونصوص ترتقي لما تشهده المملكة من تطورات لها أثر بالغ على إثراء الحراك وإضافته لأجندة الأعمال الإبداعية، فإطلاق رؤية وزارة الثقافة، وبهذا الشكل المتعدد والمتنوع، يمثل عرسا ثقافيا وفخرا بالوطن، وتسير روافد حركتنا الثقافية في اتجاه واعد وستساهم في تعزيز الحضور الدولي للمملكة، إضافة إلى كونها رافدا اقتصاديا، فالخطوة الجديرة بالاهتمام وهي إنشاء «المسرح الوطني» تؤكد على استعادة الصورة الذهنية للسعودية والجمع بين الثقافة والتنوير والبعد الإنساني والمعرفي».

بينما قال صانع الأفلام علي العبدالله: إن من أهداف برنامج «جودة الحياة» تعزيز وتطوير الثقافات وتمثل أهم الركائز لإيصال الرسائل بأسلوب سهل، فالمبادرات هي الاستثمار الحقيقي في تشييد بنية تحتية ينعم بها المواطن ومستقبل زاهر في المملكة، الأفلام ترجمة صورية ثقافية تصب في الحاضر وأساطير التاريخ من معالجة يتميز بها المهتم في تحويل ذلك الكم من الذاكرة حتى تصل إلى صورة تتنفس وتؤرخ حالها، ونحن بحاجة إلى هذه الثقافات والفرص، والمسابقات الثقافية تلامس المهتم الحقيقي وتسرع عجلة الوصول للفرص الذهبية.

» مسابقة ضوء

وأكد صانع الأفلام أحمد الحساوي، أن وزارة الثقافة تقوم بقفزات نوعية وفريدة في سبيل تطوير المواهب الإبداعية لدى الشباب من الجنسين من صناع الأفلام والمحتوى البصري، مشيرا إلى أن مسابقة «ضوء» ساهمت في خلق مساحة واسعة يستطيع كل صانع أفلام أن يعبر عن قصته تحت إشراف خبراء ومحترفين في مجال السينما ويمكن للمشارك بالمسابقة الالتحاق بالدورات لتنمية موهبته وتطوير أدواته الإبداعية وهو ما يطور صناعة الأفلام السعودية.

» منافسة عالمية

وقال د. محمد البشير: دعم وزارة الثقافة للحركة السينمائية السعودية الناشئة، دليل على الوعي بأهمية الوزارة في مساندة الشباب، وإن الدفع بـ 40 مليون ريال في المجالات المختلفة يحفز السينمائيين، فنحن بحاجة إلى كثير من الدعم وسط حالة من التنافس بين السينمائيين لتقديم الأفضل، فالإنجازات السينمائية بأيادٍ سعودية جديرة بالتفاؤل، وما تحققه أفلامنا في المهرجانات العالمية يحفزنا أكثر، فجائزة «فيرونا» التي حصدتها الفنانة شهد أمين من مهرجان «فينيسيا الدولي» عن فيلمها «سيدة البحر» دليل على تقدم الفيلم السعودي، وأيضا فيلم «المسافة صفر» للفنان عبدالعزيز الشلاحي مؤخرا وحصد جائزة أفضل إنتاج بمهرجان الإسكندرية السينمائي، وفيلم «خمسون ألف صورة» لعبدالجليل الناصر وفوزه بجائزة أفضل فيلم خليجي قصير في مهرجان «الشارقة السنيمائي».

وقال السيناريست يونس البطاط، إن ما تقدمه وزارة الثقافة يعد مبادرة كبيرة ليس في تسليط الضوء على المواهب الجديدة والمبدعين في صناعة الأفلام فحسب، ولكن في إثراء الأفلام السعودية وصقل الإبداع وتطويره وإنتاجه على أرض الواقع، مشيرا إلى أنها فرصة لكل شغوف بصناعة الأفلام في تقديم أعمال بمعايير عالمية.