صالح المسلم

المنطقة الشرقية حباها الله بالخيرات منذ أن عرفنا أنفسنا، وقبل النفط وبعده يظل أهلها وناسها وساكنوها من ألطف الناس تعاملا ورقة. فالشرقية بأهلها كانت مصدرا للخيرات بإنتاجها لهذه العقول قبل النفط وبعده. اليوم نحن اليوم في نهضة عابرة للمناطق والمحافظات وتشمل القرى والمدن الصغيرة والكبيرة بفضل الله ثم بفضل الإستراتيجية المتبعة والخطط المستقبلية لتكون بلادنا ذات طابع حضاري وتنموي شامل، وبنية تحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات وقبلها «بناء الإنسان». نعيش هذه الأيام مرحلة مهمة من مراحل النمو بطرح أكبر عملية اكتتاب في العالم لأكبر شركة وهي «شركة أرامكو» العملاقة، والتي سيكون للمواطن نصيب الأسد من هذا الطرح. ولا يخفى على الجميع السياسة الاقتصادية التي انتهجتها المملكة بعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد في الدخل القومي، وقرأنا الأرقام حول الإيرادات غير النفطية ونسب الزيادة فيها. استثمرت المملكة في الشباب وكانوا ركيزة العملية التنموية ومازالت الخطط تسير بطرق حضارية متقنة، ونهج يوحي بارتفاع عدد العقول المبدعة ومستقبل واعد لوطن يملك مقومات النجاح. اكتتاب أرامكو سينعكس على الاقتصاد المحلي وعلى التنمية وعلى الوطن بأكمله لما سيكون للإيرادات من منافذ وقنوات تصرف فيها لاستكمال المشاريع القائمة، وإيجاد مشاريع أخرى تنموية وخلق العديد من الفرص والوظائف وانتعاش العملية الاستثمارية بمختلف المشارب. نملك القوة والإرادة، ونملك العقول التي تجعلنا من أقوى الدول المصنفة في العالم من الناحية التنموية، وجذب الاستثمارات وتنوعها، وهذا مطلب أساسي وخطط ونهج وإستراتيجية سيلمس الوطن نتائجها في القريب العاجل.

وحتى وقت قريب لم نكن نعلم ولا نستطيع الحصول على أي معلومات عن الشركة، ولكن بالرؤية الجديدة والتغييرات اصبحت الشركة وبياناتها في متناول الجميع، وأضحت الشفافية السمة التي تنتهجها الشركة، وما كان الطرح ليكون لولا هذه السياسة وهذا النهج، وبالقريب العاجل وفي أواخر 2020 سيلحظ المواطن مدى القوة الاقتصادية التي أصبحت تملكها المملكة، والمكانة العالمية التي تستحقها، وما استضافتنا قمة العشرين في نوفمبر 2020 إلا أكبر دليل على ذلك.