صفاء قرة محمد - بيروت

اتحد لبنان من شماله إلى جنوبه في وجه السلطة، أمس الأحد، في تظاهرات جديدة تمت الدعوة إليها خلال الأيام الماضية للرد على تجاهل السلطة في تحقيق مطالب الشعب اللبناني الذي يئن تحت سلطة الفساد، خاصة بعد تحالف التيار الوطني الحر وميليشيات حزب الله، وانعدام الثقة بين الجمهور اللبناني وهذه السلطة.

وأمس في اليوم الثامن عشر لبدء التظاهرات خرج ملايين اللبنانيين في تظاهرات في جميع ساحات المدن اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، واكتظت ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت بأكثر من مليون متظاهر ينددون بتجاهل السلطة للمطالب، وهي تشكيل حكومة تكنوقراط ومحاكمة رموز الفساد.

وأكدت حركة «لحقي» وهي حركة ناشطة دعت إلى تظاهرات أمس في بيانها رقم 18 على مواصلة الثورة، وقالت: «نلتقي اليوم في جميع ساحات الثورة، ليس لأننا شارع بمواجهة شارع آخر. إنما لنقول إن اليوم هو #أحد_الوحدة: وحدتنا، نحن الناس، بمواجهة سلطة اجتمعت لضرب مصالحنا وحقوقنا».

وصباحًا سار مناصرو التيار الوطني الحر في مسيرة تأييد للرئيس ميشيل عون متجهين إلى قصر بعبدا رافعين شعار «أمة يقودها عون ونصر الله لن تركع» في تأكيد على التحالف الذي أوصل الجنرال عون إلى سدة الرئاسة. وخاطب الرئيس عون أنصاره، وقال: إنه يرى «شعب لبنان بأكمله من خلال مسيرات مؤيديه». وفي كلمته، قال: إن «كثيرين يعرقلون خارطة الطريق التي وضعناها»، مضيفا: إنه «رسم خارطة طريق تتضمن الفساد والاقتصاد والدولة المدنية».

في تأكيد من التيار وزعيمه وزير الخارجية جبران باسيل صهر الرئيس أن التيار في جانب والشعب اللبناني على الجانب الآخر، وألقى باسيل كلمة أمام مؤيديه اتهم فيها المتظاهرين بأنهم يريدون إسقاط العهد معتبرًا نفسه وحزبه خارج منظومة الفساد التي يريد اللبنانيون إسقاطها داعيًا إلى عدم اتهام الجميع بالفساد، وأشار إلى أن وزراء ونواب التيار الوطني الحر رفعوا السرية المصرفية عن حساباتهم، إلا أن خروج التيار في مسيرة تأييد للرئيس والسلطة يؤكد أنهم وضعوا أنفسهم إلى جانب الفساد والسلطة التي يريد الشعب اللبناني إسقاطها، وقال باسيل: إن شعار «كلن يعني كلن» الذي رفع في ساحات لبنان «ينبغي أن يكون للمساءلة وليس للظلم».