آمنة خزعل - الدمام

مع تغير متطلبات العصر اختلفت مواصفات اختيار العروس بين الماضي والحاضر، وتغيرت نظرة الأهالي والشباب أثناء اختيار عروس، حيث أصبحت الحياة تحمل متطلبات عصرية مختلفة عن السابق، وتؤكد المستشارة الأسرية بجمعية «وئام» مريم المشرف أن معايير اختيار العروس اختلفت لدى الشباب عما كانت عليه في العقود الماضية اختلافا كبيراً تبعاً للتغيير الحاصل في واقعنا الثقافي والاجتماعي الحالي، فبينما كان التركيز في الماضي عند اختيار العروس على مهارتها في إدارة المنزل وتحمل المسؤولية، أصبح اليوم لدى الشباب معايير مختلفة متعددة يأتي في أولها البحث عن الفتاة فائقة الجمال، ممشوقة القوام، التي تتمتع بصفات الجمال الظاهري، وأصبح هذا المطلب مقدما على أي مطلب آخر لدى فئة كبيرة من الشباب، بل إن بعض الشباب وربما أيضا يغضون الطرف عن أي صفة سلبية في الفتاة مقابل جمالها، وربما قدموا تنازلات في المعايير المهمة لنجاح واستقرار الحياة الزوجية رغبة في الحصول على هذا المطلب. وتقول المشرف: الكثير من فئة الشباب يبحثون عن المرأة العاملة التي تساهم في زيادة دخل الأسرة وتحسين الوضع المادي، وإجمالاً، فإننا نشهد في وقتنا الحاضر اختلافاً في المعايير من شاب لآخر، وذلك يرجع إلى خلفيتهم الثقافية والاجتماعية وكذلك الدينية، فلا يزال فئة من الشباب يركزون على الزوجة، التي تتميز بالنضج العقلي والوعي الشخصي والثقافة العالية، وغيرها من المزايا التي تضمن -بمشيئة الله- استقرار ونماء الأسرة.» الاحترام المتبادل تقول أم فهد: إن المواصفات التي تبحث عنها لابنها هي مواصفات داخلية أكثر من كونها خارجية، مثلاً يهمها أن تجد صفة الاحترام ليس في العروس فقط، بل يكون متبادلا بين جميع أفراد أسرة أهل العروس، ويهمها أن شخصية أم العروس وكيف تتعامل مع زوجها، مؤكدة أن الجمال الخارجي من أولوياتها يهمها أن يكون جمالها مقبولا، ولا يهمها أيضاً أن تجيد الطبخ باحترافية، يهمها أن تعرف الأساسيات وتكون لديها قابلية لتعلم الطبخ. » التعليم والثقافة وأكدت أم محمد أن مواصفات العروس يجب أن يحددها ابنها، لكن إذا قرر أن يثق في اختيارها ستختار الفتاة المتعلمة والمثقفة وأقل شهادة نالتها البكالوريوس وذات خلق ودين، ويكون شعرها ناعما بغض النظر عن طوله ولونه، ويهمها أيضاً في المظهر الخارجي أن تكون أسنانها ويديها جميلة فهي تلفت انتباهها، ولديها ذوق جيد فيما تلبسه، مؤكدة أن أكثر ما يهمها هو سعادة ابنها.» الطبخ والمظهر من جانبها، أشارت أم أسامة إلى أن أهم صفة في العروس لابنها هي إجادة الطبخ وأن تكون محترفة بدرجة كافية، بالإضافة إلى تدبير المنزل والاقتصاد في المال، وألا تكون مبذرة، وتكون جميلة المظهر ذات شعر ناعم وطويل. » الأخلاق والدين من جانبه، يؤكد أبو محمد 59 عاماً أن مواصفات العروس في الفترة الزمنية، التي تزوج بها كانت ترتكز على أهمية كونها تجيد الطبخ ورزينة وهادئة الطبع وخجولة، ولم تكن صفة الجمال ذات أهمية بقدر أخلاقها ودينها، مضيفاً إن مواصفات العروس لجيلهم سهلة ولا يوجد بها تعقيد وتجد غالبية الفتيات بهن أغلب الصفات المرغوبة.» الجوهر الحقيقي وعن جيلنا الحالي، يتحدث الشاب عبدالله -27 عاماً- عن سبب تفوق معيار الجمال الخارجي لدى أغلب مَنْ يعرفهم من جيله الشباب على بقية المعايير، وذلك بحسب تفسيره أن الزواج في مجتمعنا السعودي المحافظ يكون مدبراً عن طريق الأهل، ولن يتسنى للخاطب معرفة الجوانب الأخرى والجوهر الحقيقي كطريقة تفكيرها وأسلوبها، وأخلاقها ودينها لأنها غير ظاهرة للعيان، مؤكداً أنه حتى السؤال عن العروس لدى معارفها لا يكفي ولا يوضح الصورة الحقيقية أو الشاملة عن صفاتها الداخلية.» الأصول والطول ويقول الشاب بدر-22 عاماً: بالنسبة لي الجمال ليس هو الصفة التي تحتل المركز الأول في قائمته، وأكثر ما يهمني أن تكون الفتاة سعوديةً الأصل ولا يهمني إن كانت قبيلية أو لا، وبالطبع يجب أن تكون خلوقة ومتدينة ويفضل مثقفة، وبشرط ألا يكون طولها يتجاوزني، وأتمنى أيضاً أن تكون على قدر ولو بسيطا من الجمال، ولا أهتم إن كانت موظفة أو لا ذلك يعود لرغبتها هي.» غلاء المعيشةونوه الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد إلى أن غلاء المعيشة يتسبب بطلب الكثير من الشباب لموظفة لأن الرجل أصبح لا يستطيع أن يوفر متطلبات المرأة كاملة، وطلب الرجل للمرأة العاملة هو لإخلاء مسؤوليته من العديد من متطلباتها الحياتية، والسبب الثاني هو الواجهة الاجتماعية، حيث أصبح الشاب يريد أن ينظر له المجتمع أنه متزوج بزوجة موظفة ولديها مكانة وقدر علمي، أما السبب الثالث فيعتبر حب المشاركة من طرف المرأة وهي تريد أن تشارك زوجها بمالها أو بمصاريف المنزل كمساعدة لمصاريف البيت أو مساعدة لزوجها، وبيَّن أن السبب الرابع وهو زيادة متطلبات المرأة للكماليات والبعض من السيدات تطالب الزوج بكماليات مرتفعة السعر لهذا السبب يطالب الرجل بزوجة عاملة. والسبب الخامس عدم تحمل المسؤولية من قبل بعض الرجال، الذين يريدون أن تكون لديهم الحرية في مصروفهم ويريدون امرأة عاملة كزيادة لمصروفهم الشخصي.