كلمة اليوم



حشد الأسبوع الفائت في تفاصيله، وبين جنباته زخما هائلا من الحراك السياسي والاقتصادي، وبدت الرياض في حجمها الطبيعي، كإحدى أهم عواصم صناعة القرار على المستوى الدولي، عندما تدفقت طائرات القادة والوفود الرسمية، ورؤساء كبريات الشركات ومراكز الاستثمار، وبيوت الخبرة، وصناع السياسات الاقتصادية تباعا إلى مطار الملك خالد، واكتظ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بسلسلة متواصلة من اللقاءات مع الزعماء ورؤساء الوفود والفعاليات التي توافدت على المملكة، وحتى إن لم يكن هذا الأسبوع استثناء من حيث حجم النشاط الذي تحتضنه الرياض، إلا أنه يعكس وبكل جلاء موقع المملكة دوليا، وثقلها سياسيا واقتصاديا، ويبين دورها القيادي في تحريك وتوجيه الاقتصاد العالمي، وتبني مشاريع مستقبل الاستثمار، كبلد مسؤول وقائد، يتمحور دوره في طليعة دول العالم الأول الذي يقود المبادرات، ويصنع الأفق لمستقبل الاقتصاد الدولي، ومما يزيد من محورية هذا الدور رسوخا وتألقا، دور المملكة في حماية اقتصاد أسواق الطاقة، وضمان تدفقها للأسواق العالمية بمنتهى المسؤولية التي أكسبتها احترام الجميع، وثقتهم في هذه البلاد وإستراتيجياتها في بناء الاقتصاد، وتهيئة البيئة الملائمة لمستقبل استثماري واعد، يجنب المنطقة والعالم أي هزات اقتصادية محتملة، ويدعم مسيرة البناء في المملكة أولا كركن ثابت في صناعة الاستقرار، وتاليا في المنطقة والعالم.

والحضور الكبير الذي شهدته مبادرة مستقبل الاستثمار في دورتها الراهنة، وما نجم عنها من الشراكات، والاتفاقات، وما تضمنته العناوين الكبرى لبرامج ندوات المؤتمر، والتي تهم الاقتصاد العالمي برمته، كشف مقدار الثقة التي تحظى بها المملكة على الصعيد الدولي في قيادة اقتصاديات الاستثمار وتوجيهها، ثم مدى إيمان تلك الدول ومراكز المال والأعمال، برؤية المملكة وريادية تلك الرؤية، وخروجها أيضا من إطار المحلية عبر بناء الشراكات إلى العالمية إزاء تأسيس واقع اقتصادي واستثماري نابغ، يفتح مغاليق الأبواب، ويزيل العقبات أمام اقتصادات حية ونابضة، ومتعافية، تبسط مظلتها على الجميع بما يتيح الفرص لبناء منصات اقتصادية واعدة لتحقيق قواعد الاستدامة، والأخذ بيد كل الأفكار النابهة لتكريس وجودها لدعم فرص العمل، وطي صفحة البطالة، وبهذا تكون الرياض قد فرضت اسمها بقوة كقاعدة دولية لصناعة استقرار الاقتصاد، وقيادة تطلعاته، وتولي زمام المبادرة فيه دوليا.