حماد عوض الحربي

في خضم الخطوات التصحيحية المتسارعة التي تشهدها الكثير من القطاعات والجهات، ومحاولتها الظهور بشخصية جديدة تنسجم مع متطلبات العصر والمرحلة، يبرز اسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون ملمحا من ملامح الجمال في التغيير المؤسسي والتعاطي الإنساني مع الظروف المحيطة ولاسيما أنه يأتي ليكون الواجهة الإنسانية للمملكة الذي لا يفرق في مساعداته بين عرق ودين ولون وجنس، مكرسا ومعززا لفكرة متجذرة في القدم بين الشعوب باعتبار السعودية هي يد الخير الممتدة دوما لإغاثة الملهوفين وللتخفيف من معاناة المنكوبين ومقاصدها الأزلية والأبدية هي مساعدة كل محتاج على مستوى العالم.

هذا المركز الذي لم يتجاوز عمره الـ5 سنوات حقق في فترات وجيزة منجزات عظيمة من خلال مشاريع نوعية غير مسبوقة في دلالة واضحة على حرص البلد وقيادته على النهوض مجددا بالعمل الإغاثي والإنساني الذي تمارسه المملكة طوال التاريخ، لكن المختلف مع مركز الملك سلمان للإغاثة أنه يأتي بتصور جديد وبروح عصرية غير نمطية وبتنوع رهيب في خدماته ومشاريعه وبرامجه، والملفت أيضا أن حملات المركز التطوعية قادرة على الوصول لأبعد نقطة في العالم إضافة لأبعادها الإنسانية العميقة التي استفاد منها أكثر من 44 دولة حول العالم خلال هذه المدة الوجيزة منذ إنشاء المركز في عام 2015 م.

ويكفينا أن نعرف ما قام به مركز الملك سلمان للإغاثة مؤخرا في اليمن من جهود إنسانية عظيمة تتجاوز فكرة العمل الإغاثي التقليدي والصورة الذهنية النمطية عن الأعمال الإغاثية والإنسانية، فالمسألة ليست كما يتصور البعض أنها مجرد (كراتين) يتم توزيعها على المحتاجين بل هي إعادة حياة وإعمار على مستوى الفرد والشعوب المحتاجة، فمن يتصور أن المركز نزع في 7 أيام فقط أكثر من 1070 لغما في اليمن وأعاد 210 أطفال يمنيين لمدارسهم في عدد من المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 1050 مشروعا إنسانيا متنوعا تشمل تركيب الأطراف الصناعية وهو أكبر مشروع في المنطقة يعيد الأمل والحياة لضحايا الألغام الحوثية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن، ومشروع عيادات مركز الملك سلمان الطبية التي تعالج مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري ومخيم اللاجئين الروهينقا.

ختاما، نحن أمام مركز إنساني إغاثي مختلف جاء لتكون له اليد الطولى في الميدان الإغاثي حول العالم، وهذا لا شك سيختصر علينا الكثير من العمل في كل الاتجاهات.