محمد آل خاتم، طارق آل مزهود - الدمام

مختصون أكدوا على أهمية التوعية والحذر من العالم الافتراضي

بالرغم من التطور الكبير في التقنية والإيجابيات المتعددة لمواقع التواصل الاجتماعي في العالم، إلا أنها لا تخلو من السلبيات والمخاطر التي أثرت على الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.

وأكد مختصون على أهمية التوعية والحذر، مشيرين إلى أن من أضرار تلك المواقع أنها سبب رئيسي في ضعف العلاقات الإنسانية وقلة التفاعل وجهًا لوجه ما يؤدي إلى الانعزال عن الواقع، وضعف مهارات التواصل والمحادثة الشخصية والترابط الأسري.

وأوضح المختصون كذلك أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المفرط يؤدي إلى زيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، بالإضافة إلى عدم رغبة المستخدم في الاختلاط والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة ومراقبة الأصدقاء والمعارف بدلا من التفاعل معهم، وينسحب ذلك التأثير أيضا على الأطفال والعائلات، حيث ازدادت الفجوة بين الآباء والأبناء، وكذلك الحال على العلاقات الزوجية.

وأجمعوا على أهمية تجنب أن تتحكم مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها الذكية في السيطرة على المستخدمين، مطالبين إياهم بالوعي واستشعار جمالية العيش في الحياة الواقعية بدلا من الوهم والانغماس في الحياة الافتراضية.

أكاديمي إعلامي: «هاشتاقات» فارغة ومسيئة

أوضح أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود، د. عبدالله العساف، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا من الروتين اليومي للفرد على مختلف الأعمار وفي مختلف الاستخدامات، «فالبعض يستخدمها للتجارة والبعض للتسلية والبعض الآخر لأسباب سيئة»، مبينا أن هناك هاشتاقات (وسوم) فارغة من المحتوى، بل بعضها مسيء جدا وتنتشر فيها حسابات مسيئة فلا تقدم فكرا ولا معلومة ولا فائدة، «وأثبتت الجهات الأمنية والمختصة أن هذه المعرفات تبث سمومها من جهات خارج المملكة، فهناك من يحاول تسطيح الفكر السعودي وتشتيت ترابط المجتمع، وهناك من يريد إدخال ثقافات غير مرغوبة والسخرية من عادات وتقاليد المجتمع السعودي».

وقال العساف: يجب أن يعي شباب وشابات المملكة وأبناء الوطن خطورة مواقع التواصل الاجتماعي وما يدور فيها وعدم المساهمة في إرسال المعلومات المغلوطة وتناقلها كذلك عند المشاركة في بعض الهاشتاقات، خصوصا ممن يملكون عدد متابعين، فإن ذلك يؤدي إلى اشتهار الحساب المسيء، لذلك يفضل تجاهله لكيلا يحصل له انتشار، كذلك نحن بحاجة إلى ممارسة التربية مع أبنائنا والقيام بدورنا بشكل إيجابي.

وأضاف: المعالجة الصحيحة لذلك تتمثل في التوعية بما تحتويه هذه المواقع من سلبيات، ونبذ كل ما من شأنه التأثير على نسيج المجتمع، وأثبتت الدراسات أن 80 % من المعلومات المغلوطة والسيئة يتم تمريرها عن طريق (واتساب)، فيما يتم تمرير ما نسبته 85 % عبر (تويتر). ووجه العساف نصائحه للحسابات الرسمية التابعة للأجهزة الحكومية في مواقع التواصل بهدف التصدي للهجمات والأكاذيب المتداولة، وكذلك ضرورة قيام أفراد المجتمع بدورهم الإعلامي والوطني بشكل مكثف وتوعية المجتمع من خلال عدم الانسياق خلف الحملات المضللة.

مستشار قانوني: أنظمة النيابة العامة شاملة ورائدة

أوضح المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد، أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية صادر بمرسوم ملكي والجهة المعنية بتطبيقه هي النيابة العامة.

وامتدح أبو راشد الأنظمة المعمول بها في هذا الشأن بدرجة كبيرة؛ نظرا لأنها شملت أغلب الممارسات التي تصنف كجرائم، وكذلك العقوبات كان هناك حد أدنى وهناك حد أقصى حتى تتناسب مع كل جريمة وكل قضية وظروف كل حالة، كما أنه ناقش جميع الجرائم المعلوماتية سواء المحتوية على الشتم أو الاحتيال أو الاختراق أو الحسابات الإباحية أو الحسابات المخالفة للشريعة أو التحريض وإشاعة الفتن وتشتيت توحد الوطن وأمنه ونظام الدولة، مشيرا إلى أن النظام فيه شمولية وتعدد في العقوبات.

واعتبر أبو راشد أن أكثر الجرائم التي يتم رفعها ضد مستخدمي التواصل الاجتماعي هي: الجرائم التي تتعلق بالإساءات والتجاوزات الأخلاقية والشتم، وهي في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تعتبر المادة الثالثة. وأكد أبو راشد على أهمية التوعية المستمرة خصوصا من الأسرة؛ لأن كثيرا من صغار السن هم من مستخدمي مواقع التواصل، كما أنه يجب على المدارس والجامعات القيام بدورها في التوعية والتوجيه. وشدد أبو راشد على مستخدمي مواقع التواصل ضرورة إلمامهم بالأنظمة والقوانين؛ لأن عدم معرفتهم أو جهلهم لا يعفيهم من المحاسبة القانونية.

أكاديمية تقنية: ضرورة إنشاء هيئة لـ«الإعلام الجديد» وفق معايير مهنية وأخلاقية

أوضحت رئيسة قسم الاتصال وتقنية الإعلام بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام د. باسمة الغانم، أن قسم الاتصال وتقنية الإعلام يقدم لطالباته العديد من المقررات نظريا وتطبيقيا والتي تربط بين وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وبين المجتمع السعودي وقضاياه والتي تهتم بتقديم رؤية تاريخية لنشأة وتطور هذه الوسائل ومدى تأثيرها على حياة المواطن السعودي وارتباطها بمفاهيم حديثة في الإعلام مثل: الأمن المعلوماتي، ومواثيق الشرف الأخلاقية، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في الحملات الإعلامية، ومفهوم صحافة المواطن.

» الرقابة الذاتية

وعن أهم الضوابط الإعلامية التي يجب أن يخضع لها مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة قالت الغانم: طبيعة المجتمع بكل ما تحتويه كلمة المجتمع من دين وثقافة وعادات وتقاليد، والحرص على مصلحة الوطن في كل ما يقدم، وتطبيق مفهوم الرقابة الذاتية على ما ينشر من قبل الإعلامي ذاته والالتزام بمواثيق الشرف الأخلاقية.

وأضافت: إن من أكثر الآثار السلبية لهذه الوسائل وفق العديد من الدراسات رغم ما لها من تأثير إيجابي في حياة المواطنين وخدمة قضايا المجتمع التنموية، هو عدم القدرة على التحكم في المضامين وفق قوانين وتشريعات حاكمة لتنظيم هذه العملية الاتصالية بما لا يضمن نوعية المضمون المقدم وأهدافه وكيفية السيطرة على آثاره السلبية في حال تم نشره.

» محاصرة السلبيات

وردا على سؤال قالت الغانم: إن من أهم المقترحات ضرورة إيجاد هيئة أو تجمع للعاملين بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ووضع المعايير المهنية والأخلاقية لممارسة العمل الإعلامي، والتأكيد على الالتزام بها هي البداية الحقيقية للحد من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. ووجهت الدكتورة الغانم رسالتها لطلبة الإعلام في الجامعات للقيام بدورهم الصحيح، وقالت: حب الوطن والحرص على مصلحته في كل ما ينشر ويقدم، والتحلي بأخلاقيات المهنة الإعلامية، والارتباط بطبيعة المجتمع وظروفه باعتبارها البوصلة الموجهة للهدف من النشر.

«كلنا أمن» يحاصر المخالفين ببلاغات الجرائم المعلوماتية

أكد الحساب الرسمي لتطبيق (كلنا أمن) لخدمة البلاغات الأمنية على موقع (تويتر) التابع للأمن العام بوزارة الداخلية، أهمية الإبلاغ عن المخالفين في حال التعرض للإساءة في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر التطبيق واختيار أيقونة (الدوريات)، مبينا طريقة وخطوات رفع البلاغات عن الجرائم المعلوماتية، وهي ثلاث خطوات على النحو التالي:

* بداية ستظهر لك قائمة الملاحظات قم بكتابة الملاحظات الخاصة حول البلاغ.

* قم برفع الصورة المصورة للإبلاغ الخاص بالجرائم المعلوماتية.

* بعد تعبئة الملاحظات الخاصة بالبلاغ ورفع الصورة بإمكانك إرسال البلاغ للقسم المختص.

بنود الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية:

1- المطاردة الإلكترونية بتعقب الأفراد عن طريق وسائل التقنية لغاية تعريضهم للمضايقات أو السرقة.

2- الدخول غير المشروع للمواقع الإلكترونية أو الحسابات الشخصية في الشبكات الاجتماعية.

3- الابتزاز وانتهاك الأعراض بالتصوير، أو النشر أو التهديد بالنشر.

4- المساس بالشرف، والقذف في مواقع التواصل الاجتماعي.

5- التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل التقنية المختلفة.

6- نشر الأفكار الضالة والمتطرفة عبر الشبكات الاجتماعية.

7- تحرش ومضايقة الأطفال عبر الإنترنت.

8- في حال قام أحد الأشخاص بانتحال شخصيتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

9- سرقة المعلومات عبر وسائل التقنية والاطلاع عليها دون ترخيص.

10- التحرش الجنسي.

11- نشر المواد والمقاطع التي تحمل الكلمات الإباحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

12- استخدام الإنترنت أو حسابات التواصل الاجتماعي للترويج للمواد المخالفة للقانون.

13- اختراق حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.

«المرئي والمسموع»: استغلال الأطفال لـ«الشهرة» جريمة

حذرت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع من استغلال الأطفال لأغراض الشهرة، مؤكدة على وجود عقوبات مشددة، في الوقت الذي أشارت فيه أيضا إلى أن ذلك يعد جريمة تعاقب عليها القوانين واللوائح.

وقامت الهيئة بنشر رسم توضيحي عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تؤكد من خلاله أنها تعمل على مراقبة المحتوى الرقمي أخلاقيا وإصدار العقوبات للجهات الإعلامية غير الملتزمة بالأنظمة والقوانين في المحتوى الرقمي والمسموع. وقالت الهيئة: إن استغلال الطفل في الشهرة أو التكسب المادي، يعتبر ضمن صور الإساءة المادية والمعنوية والنفسية للطفل، وهو ما يعتبر مخالفة لنظام حماية الطفل، كما يستوجب معاقبة النظام، مضيفة أن الأفراد الذين يستغلون الأطفال في صناعة المحتوى المرئي والمسموع ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي سيتعرضون للمساءلة القانونية.

سبب رئيس في العزلة وضعف الشخصية

أكد مختصون اجتماعيون أن الإنترنت سرق التواصل الاجتماعي الحقيقي على مستوى الأسرة الواحدة، «فقد صار الفرد يميل إلى العزلة، فلم تعد الأسرة تجتمع بالكامل في البيت، كل منا منعزل في زاوية، فالأبناء أصبحوا مدمنين للإنترنت متوحدين مع أنفسهم وهواتفهم فقط دون النظر حولهم، والكثير منهم يرفض الاجتماع مع الأسرة حتى وقت تناول الطعام، حيث إن تناول الغداء مثلا مع الأسرة قد يضيع بضع دقائق لن يطيقها الأبناء بدون متابعة الإنترنت، وحينما ينقطع الاتصال بالإنترنت لعطل ما في الشبكة تنتابهم حالة هستيرية، بل يهرعون إلى الشارع لمحاولة التقاط شبكة الإنترنت من أي مقهى أو مكان عام، وكأنهم أصبحوا فعلا مدمنين».

مستشار أسري: «التطبيقات» حولت المنازل إلى «بيوت أشباح»

أوضح مستشار تطوير الذات وخبير العلاقات والمستشار الأسري د. طلال أبا ذراع، أن الإغراق في مواقع التواصل الاجتماعي وإدمانها أصبح وسيلة تفاصل لا تواصل لدى الكثير من البيوت وحوّل بعض المنازل إلى بيوت أشباح، حتى أضحى أفراد الأسرة من مدمني تلك التطبيقات الإلكترونية نزلاء فنادق وغرباء في بيوتهم، بعد أن كانوا عائلة ملتئمة يجمعهم مجلس واحد وسفرة واحدة يتشاركون الوجبات والضحكات والنصائح والتوجيهات.

وقال أبا ذراع: لا ننسى كيف قضت تلك المواقع والتطبيقات على خصوصية المنازل وفتحت الباب على مصراعيه في غفلة من أولياء الأمور لكل من يريد كشف المستور ومعرفة جميع تفاصيل الحياة اليومية للناس غير تعريض أذهان وعقول الفتيات والفتيان لسيل من الشبهات الفكرية المضللة، كل تلك الآثار السلبية وغيرها تحتم الحذر وضرورة التعامل مع تلك المواقع بوعي وفطنة.

» حماية الخصوصية

وعن نصائحه لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي قال أبا ذراع: لا تصدق كل ما تراه عيناك ولا تسلم لكل ما تسمعه أذناك واحم خصوصيتك وأهل بيتك ودرّب أبناءك وذويك على ستر أخباركم والكف عن نشر الغسيل اليومي لكل ما يجري في المنازل، ولا تجعل هذه التطبيقات تتحكم بعلاقتك بأحبتك عبر المقارنات وازدراء النعم، ولا داعي لإظهار صور الحياة الباذخة والمخملية التي تعيشها وتصورها ليطلع عليها عامة الناس، ففيهم المحروم والجائع والمحتاج فتسبب لنفسيته الانكسار، لا تعينوا الشيطان عليهم، كذلك لا بد من جعل هذه التطبيقات وسيلة لتطوير الذات والتعلم والارتقاء المهني والمعرفي وتعزيز العلاقات بدل التراشق والتنابز والتقاطع وتضييع الأوقات، مع ضرورة تحديد أوقات الاستخدام لئلا تضر بالأعمال والأشغال وتحقيق المنجزات.

» تقنين الدخول

وأكد أبا ذراع أن الإحصاءات الحديثة تقدر معدل دخول الشخص الواحد على شبكات التواصل باستخدام الهواتف الذكية بنحو 5 ساعات يوميا، لذا فإن دور الأسر يكمن في تقنين الدخول على هذه المواقع والتطبيقات؛ تجنبا لإدمانها أو التعرض لأخطارها، كذلك توعية الأبناء بالمحاذير التي تملأ هذا العالم الافتراضي وتحذيرهم من القراصنة المبتزين الذين يسرقون البيانات الشخصية ويقضون على الطمأنينة والبساطة والأمان، مع ضرورة غرس القيم العليا في نفوس الأبناء حتى تكون عندهم سدود منيعة ضد ذلك الزبد والغثاء.

وأضاف: إنه مع زيادة اهتمام السعوديين بوسائل التواصل الاجتماعي ارتفع معدل تأثيرها في واقع الناس اليومي، حيث حصدت تطبيقات وبرامج وسائل التواصل ملايين المستخدمين في المملكة، حيث تضاعف عدد المستخدمين النشطين في السنوات الأخيرة بحسب إحصائيات من موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من 8.5 مليون مستخدم إلى 12.8 مليون، ثم ها هو يصل إلى 18.3 مليون مستخدم بما معدله 58 % من تعداد سكان المملكة.

» أجراس تحذيرية

وقال أبا ذراع: أظهرت الإحصاءات كذلك أن مواقع التواصل الاجتماعى تؤثر على الترابط الأسرى، فقد ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لا يقضون وقتا مع عائلتهم من 8 % عام 2000 إلى 34 % عام 2011 بسببها، ثم أضعاف ذلك حاليا، بالإضافة إلى أن نسبة 32 % من الأشخاص يتناولون الوجبات أثناء تصفحهم مواقع التواصل الاجتماعي.

58% معدل مستخدمي «التواصل» في المملكة

تنامي اهتمام المجتمع السعودي بوسائل التواصل وتزايد تأثيرها في حياتهم اليومية، حيث شهدت تطبيقات وبرامج وسائل التواصل تزايد عدد مستخدميها في المملكة، حيث تضاعف عدد المستخدمين النشطين خلال الأعوام الأخيرة من 8.5 مليون مستخدم إلى 12.8 مليون ثم أخيرا وصل عددهم إلى 18.3 مليون مستخدم بما يعادل 58% من تعداد سكان المملكة العربية السعودية، وفقا لما نشرته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على موقعها الإلكتروني.

وتعد الهواتف الذكية المنصة الأكبر في الدخول لشبكات التواصل الاجتماعي، ويقدر معدل دخول الشخص الواحد على شبكات التواصل باستخدام الهواتف الذكية بـ 260 دقيقة يومياً.

واستحوذ كل من (تويتر) و(فيسبوك) على أكبر عدد من مستخدمي وسائل التواصل في المملكة، حيث بلغ مستخدمو تويتر 13 مليون مستخدم، بينما وصل عدد مستخدمو فيسبوك 11 مليون مستخدم.

وحظي موقع يوتيوب بنسبة مشاهدة عالية، فقد حرص 7 مليون مستخدم سعودي على مشاهدة مقاطع اليوتيوب بمعدل 105900 ساعة يومياً.

وجاءت المملكة في المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في استخدام موقع التواصل (سناب شات)، وتصدر (واتساب) و(فيسبوك) نسب استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بنسبة 22% للواتساب ،و21% للفيسبوك.

مختصون: احذروا «متلازمة الأجهزة»

حذر مختصون طبيون من التأثير السلبي للاستخدام المفرط للأجهزة الذكية على صحة الإنسان، ومن ذلك اضطرابات النوم، والمشكلات التي تصيب العين وبقية أعضاء الجسم، مشيرين إلى أن متلازمة الأجهزة الذكية البصرية تنجم عنها مجموعة من الأعراض، ويعاني منها الذين يعملون على تلك الأجهزة لفترات طويلة.

وأشار المختصون إلى أن الأبحاث والدراسات وجدت أن مستخدميها لفترة تزيد على الساعة يحتاجون قبل ولوجهم إلى النوم إلى فترة أطول ليخلدوا إلى النوم، بل إن ذلك يؤدي إلى تقليص فترات النوم العميق أقل من أقرانهم ممن لم يستخدموا هذه الأجهزة قبل النوم، ولذا فإن المفرطين في استخدام هذه الأجهزة يعانون من التعب والإرهاق وعدم التركيز.

آلام مزمنة

كما أثبتت الدراسات أنّ استخدام الهاتف المحمول في وضعيّة ثابتة لمدة من الوقت يؤدي إلى مشاكل وآلام في العمود الفقري، والرقبة، والأكتاف، بالإضافة إلى آلام اليد وغيرها، ويرجع سبب ذلك إلى تشكيل الضغط على هذه الأعضاء؛ فالاستخدام المُستمر للهاتف المحمول لإرسال الرسائل أو أيّ نشاط آخر قد تنتج عنه التهابات في المفاصل والعمود الفقري.

وقال استشاري العيون د. أحمد الخواجة أن الأجهزة الذكية تتسبب في جفاف العينين، والتهيج، والحكة، والدموع، وصعوبة التركيز، وعدم الرؤية بوضوح أحياناً أثناء القراءة، ورؤية الحروف أصغر أو أكبر من حجمها الطبيعي، بالإضافة إلى الشعور بالصداع والإرهاق، وثقل الجفون، وأحياناً بآلام في الظهر والكتفين، كما يعاني بعضهم من آلام في أصابع اليدين، دون أن يعرف أحد منهم السبب وراء ذلك.