حسام أبو العلا - القاهرة

خبراء يحذرون من خطورة «أكاديميات التدريب» الممولة قطريا

قال خبراء بالشؤون السياسية والحركات الإسلامية: إن النظام القطري بدأ في تنفيذ مخطط جديد لإثارة الفوضى بالمنطقة، وستظهر ملامحه في يناير 2020 على غرار ما تورطت فيه الدوحة في 2011 الذي أثمر اعتلاء جماعة الإخوان الإرهابية الحكم في مصر.

وتابعوا في أحاديثهم لـ«اليوم»: إضافة لتضخيم دور الجماعات المتطرفة في ليبيا وتعقيد الأزمة السورية، والدفع بحركة «النهضة» في المشهد السياسي التونسي، والتلاحم مع تركيا وإيران في تكوين تحالف أطلق عليه المراقبون «محور الشر» للتدخل في شؤون دول عربية ودعم الميليشيات الانقلابية الحوثية باليمن، و«حزب الله» في لبنان و«الحشد الشعبي» في العراق المدعومين إيرانيًا.

وحذر الخبراء مما يطلق عليها «أكاديميات التدريب» الممولة من الدوحة لتأهيل الشباب على العمل السياسي، مشددين على أن هذه الأكاديميات معامل لتفريخ إرهابيين وشباب انتحاريين يلتحقون بصفوف هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما أنها كانت وراء الدفع بشباب لإشعال فتيل ما أطلق عليها «ثورات الربيع العربي»، بعد تدريبهم على قلب أنظمة الحكم.

» الفوضى الخلاقة

قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق: مشروع «أكاديميات التدريب» هو ترجمة حرفية للفوضى الخلاقة التي كشفتها وزير الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس في 2004 والتي كانت تستهدف تكوين «شرق أوسط جديد»، وحدث التحام بين جماعة الإخوان الإرهابية والمؤسسات الدولية الأمريكية الراغبة في تفكيك المنطقة العربية لتحقيق عدة مشاريع تم التوافق عليها من الطرفين، فالإخوان كانوا يحلمون بتحقيق حلم الخلافة والسيطرة على المنطقة، في المقابل كان المشروع الأمريكي يسعى إلى تقسيمها -المنطقة- إلى مجموعة من الدول لتحقيق مشروع الدولة الصهيونية من النيل للفرات، وكان المشروع يتضمن أيضًا إشعال الفتن لتقسيم الدول وفقًا للخلافات المذهبية والطائفية، وهو مخطط لإسقاط الأنظمة بدون سلاح.

وأضاف فاروق: من بنود هذا المشروع تأهيل فكر مجموعة من الشباب وتدريبهم على تنظيم الاحتجاجات الشعبية وتشكيل جماعات ضغط سياسي، وهي في سياق حملة فكرة الفوضى الخلاقة الممنهجة التي من أبرز ركائزها العصيان الدولي وتفكيك الدولة من الداخل وتشويه سمعة المؤسسة العسكرية، وفي الوقت ذاته يتم إعلاء مفردات التيار الإسلامي لتحقيق أوهام ما يطلق عليها «الخلافة».

» أكاديميات التغيير

وكشف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق عن وجود مؤسسات وأكاديميات للتغيير قبل 2011 تهدف لإسقاط الأنظمة العربية، أهمها «أكاديمية التغيير القطرية» ومؤسسها جاسم سلطان، وهو مسؤول مشروع النهضة الإخواني، وتتضمن الأفكار المسمومة للأكاديمية تشكيل مجموعات أو دوائر «التغيير الممنهج» داخل القاهرة؛ بهدف تبني إستراتيجية «مشاريع التثوير»، ومفاهيم التغيير الممنهج، وتكتيكات الثورات، وجماعات الضغط السياسي لإسقاط الأنظمة العربية.. إضافة إلى مؤسستي «كلينتون والكرامة» وهما مسؤولتان عن قضايا حقوق الإنسان، وتضخيم أزمات الأقليات وجمع المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالمؤسسات السيادية.

ونوّه فاروق عن أنه وفقًا لوثائق مسرّبة عن محاضرات بـ«أكاديمية التغيير» القطرية التي تأسست في بريطانيا عام 2006 فإن شباب الإخوان والحركات السياسية تدربوا على تدمير الجيش المصري والمؤسسات الأمنية عن طريق سيناريوهات كسر هيبة المؤسسة العسكرية والنيل من قياداتها، واستخدام محور الطائفية ضد الشارع المصري لتفكيك الجبهة الداخلية وتحويل الدولة المصرية لكيان هشّ يسهل القضاء عليه.

وعن أول أنشطة الأكاديمية، أوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أنه بدأ بتنظيم «منتدى المستقبل» في فبراير 2006 بالدوحة الذي شهد انسحاب كثير من المشاركين الذين وصفوه بأنه عمل استخباراتي، لافتًا إلى أن من بين الذين أشرفوا على تدشينها الإخواني هشام مرسي، زوج ابنة يوسف القرضاوي، ويتم تمويلها بمليارات الدولارات من حكومة قطر عن طريق شركات ومؤسسات مالية تابعة للتنظيم الدولي للإخوان.

» الإرهابي الصغير

من جهته، قال رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان محمد عبدالنعيم: ركّزت هذه الأكاديميات القطرية على استهداف المرحلة العمرية من (12-15) عامًا وهو ما يؤكده متوسط أعمار العمالة الذين جلبتهم قطر لمنشآت كأس العالم.. مشددًا على أن النظام القطري ينفذ مشروع «الإرهابي الصغير» من أجل الدفع بهم بعد تأهليهم وتدريبهم للحرب في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرهم من الدول لتمزيق الوحدة العربية، واستعانت بشخصيات تجيد صناعة هذه الأفكار، مثل عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي الذي ذهب إلى قطر، وادّعت تل أبيب ملاحقته بالتنسيق مع الدوحة للبدء في تأسيس مشروع يهدف لزرع الأفكار التخريبية في عقول الشباب العربي والانقلاب على الأنظمة.

وحذر عبدالنعيم من أجندة قطرية جديدة في 2020 لإعادة ما أطلق عليه «الربيع العربي» بنفس سيناريوهات 2011 التي كان الشباب وقودها، مطالبًا بضرورة اتخاذ موقف عربي قوي ضد النظام القطري بتجميد عضويتها في الجامعة العربية بعد أن أصبحت خطرًا على الأمن القومي العربي، مؤكدًا أن الدوحة بخلاف دعم وتمويل الإرهاب فهي المصدر الأول عن طريق قنواتها الإعلامية المأجورة في تزييف الحقائق ونشر الشائعات لتأجيج حالة من الفوضى والخراب الذي يتطور لقتل وتدمير وهدم استقرار الأوطان في إطار مخطط كبير لتقسيم الدول العربية تشارك فيه قطر.

» المليارات القطرية

بدروه، أضاف الباحث في الشؤون الدولية أحمد العناني: النظام القطري يُغدق مليارات الدولارات لتشييد منصات للهجوم على معارضيه، وهو يدرك أن غزو العقول بالأفكار المضللة أخطر من غزو الدول بالأسلحة، ونفذ ذلك بشكل موسّع في مصر وعدد من الدول عن طريق تجنيد ما يطلق عليهم «النشطاء السياسيون» الذين يقودون ما تزعم أنه ديمقراطية وفقًا للرؤية الأمريكية، لكن الهدف الحقيقي هو زعزعة استقرار الدول ونشر الفوضى تحت غطاء الحرية.

وأوضح أن أبرز من تمّ تجنيدهم بجانب النشطاء شباب جماعة الإخوان الإرهابية، وعدد من هذه الأكاديميات في قطر وأوروبا وتحديدًا في تركيا، ولها فروع صغيرة في مصر يشرف عليها عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت نشطة قبل أحداث 2011، وهناك مخاوف من عودة تكوينها عن طريق الخلايا النائمة.