د. ريم الدوسري

«تخيّل في الرياض.. صار اللي ما قد صار.. بهرنا العالم وصرنا محط الأنظار»..

تُعنى المملكة بتجويد أسلوب حياة المواطنين وأسرهم، وعليه تم إطلاق برنامج «جودة الحياة 2020»، والذي يهتم بتطوير أنماط العيش من خلال تفعيل مشاركة الأفراد في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية، وتحسين البنية التحتية، والاهتمام بالخدمات كالنقل، والرعاية الصحية والتعليم.

ويهدف البرنامج لخلق الكثير من الفرص الوظيفية للشباب، وتنويع موارد الدخل غير النفطية، والعمل على جعل مدن السعودية تندرج على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم.

إن «مواسم السعودية 2019» كذلك تساهم في تحقيق رؤية 2030 من خلال بناء مجتمع حيوي ينعَم فيه الفرد بجودة حياة عالية.. ويأتي موسم الرياض، والذي يهدف لتعزيز السياحة في البلاد، فجعل عيون العالم تلتفت للعاصمة، فأبدع وتفنن في تقديم المملكة بشكل غير مسبوق.. كما حقق من الناحية الاقتصادية عوائد ضخمة - أكثر من 235 مليون ريال - وما زال في البداية.

هذا الموسم قوة جبارة في قطاع الترفيه، يملؤه روح الحماس، حابس للأنفاس، فعاليات عديدة تُعدّ الأكبر، ولم يحدث مثلها في العالم العربي من قبل.. وما رأيناه حتى الآن يعكس جهود الهيئة العامة للترفيه في الإعداد المميّز، وتلبية احتياجات شرائح المجتمع كافة.

فصل جديد يُروى، ها هو الحلم أصبح واقعًا، واتخذت المملكة مكانتها في هذه الصناعة.. لحظات فارقة في الزمن يعيشها السعوديون بعد ما كان شد الرحال والسفر هما المتنفس الوحيد لعطش الترفيه.

لم يكن الجميع قادرًا على تكاليفه، فالبعض كان يتحمّل القروض للاستمتاع والسياحة، لكن هيئة الترفيه جلبت العالم لنا بعد طول انتظار.

لابد أن ننوّه إلى أن العلاقة طردية بين جودة المدن والحياة، يقول الفيلسوف مونيس إن تطور الدول يعتمد على نمو مدنها، وبالتالي يؤثر على ساكنيها.. ويقول أفلاطون: ليس المهم أن تعيش، بل أن تعيش جيدًا، فمن من الضروري أن تكون مدننا ملاذًا آمنًا للأفراد، وتوفر احتياجاتهم، وبذلك تكون منظومة تكاملية.

ومن منطلق مفهوم جودة المدن لابد أن نشدّد على ثقافة رمي المخلفات في الأماكن العامة.. وما شوهد في افتتاح نافورة البوليفارد منظر مُحزن وغير حضاري، على الرغم من توفير حاويات للنفايات..

الحفاظ على المرافق العامة ونظافتها مسؤولية مجتمعية، فلنتمسّك بأخلاقياتنا.. وما تم فرضه من غرامات مالية على المخالفين ومضاعفتها في حال تكرارها للحفاظ على الذوق العام سيقنّن من هذه الأفعال المشينة.

وللمتشائمين نقول: بفضل الله، حقق الموسم في أسبوعه الأول نجاحًا باهرًا؛ لأنه عُني بتلبية رغبات المواطنين وعطشهم للترفيه بمفهومه الصحيح والطبيعي.

ويجب أن نهيب بكل مواطن غيور ألا يسلط الضوء على بعض السلوكيات الشاذة التي قد تظهر في التجمعات البشرية، فالتركيز على الأخطاء التي يمارسها القلة، وليس الكل، يعززها ويضخّمها.. القانون هو الفيصل والرادع، فليس من العدل جلد مجتمع كامل بتصرفات فردية مخالفة للدين، والعُرف والتقاليد.