د. شلاش الضبعان

من الأساليب الإدارية المميزة في مجتمعنا أسلوب «بشكل ودي»، حيث يتم حل كثير من المشكلات بشكل أخوي وبدون تحويلها لدوامة الإجراءات الرسمية، التي تستنفد الوقت والجهد، وتشغل عما هو أفضل.

وأعتقد أن أسلوب «بشكل ودي» يبين حكمة المدير وتساميه وقوة شخصيته ورغبته في تحقيق المصلحة العامة، وإلا فتطبيق الإجراءات النظامية هو الأسهل، ويستطيعه حتى جهاز الكمبيوتر.

ولذلك، أتمنى أن يتم التوسع في أسلوب «بشكل ودي» في تعامل المدير مع موظفي مؤسسته، فإذا حصلت مشكلة معينة يضع نصب عينيه - أولا - حلها بشكل ودي، فإذا تم الحل فهذا هو الهدف والحمد لله.

وأيضا أتمنى أن يطبق هذا الأسلوب الوالد والزوج في بيته، فيسعى لحل مشاكل البيت مع الزوجة والأبناء بشكل ودي، فالطلاق ليس هو الحل الأمثل دوما، كما يعتقد بعض الأزواج والزوجات.

كما أتمنى أن يقدمه المعلم مع طلابه على كل حل سواه، فلا يلجأ للخصم والعقوبة إلا عندما يستنفد كل الأساليب الودية التي تؤدي إلى إصلاح الطالب والرقي به، وهو الهدف من كل إجراء موجود.

يقول قائل: ولكن هناك نظاما، ويجب تطبيق النظام، كما أن بعض الموظفين قد يظنون أن الأمور كلها تُحل بشكل ودي فيتجرأون وتضيع هيبة المدير وشخصيته.

والجواب على هذا القائل: إن هذا قد يكون صحيحا، فهناك من يظن أنه سيستغل هذا الأسلوب لما يعتقد أنه مصلحته وهو دماره، ولكن المقصود أن يتم تطبيق «بشكل ودي» فيما يسمح فيه النظام، والهدف هو أن يكون مرحلة تسبق غيره، فإذا لم تنجح تم تطبيق النظام بحذافيره.

أما التمترس خلف النظام، ورفع كل صغيرة وكبيرة للجهات الأعلى، قد يكون علامة ضعف وعدم قدرة على صنع الخيارات، وقد يتسبب في دمار لجميع الأطراف أكثر مما يبني.

أتمنى ممن سيطبق أسلوب «بشكل ودي» أن يدرك أن هذا الأسلوب هو مرحلة تسبق ما بعده، وألا يُطبّق في بعض القضايا مع من نميل لهم ولا نطبقه مع الآخرين، كما أتمنى الحذر من استخدامه في القضايا الكبرى وعلى رأسها الأمور المالية.

وأدام الله تواصلنا «بشكل ودي».