هدى الغامدي

ما أن ينتهي موسم حافل بفعاليات مدهشة ومتنوعة إلا ويبتدئ موسم آخر لا يقل جمالاً وروعةً ولا يقل فائدة عن الموسم الذي قبله.

هكذا دائما يفاجئنا مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالمنطقة الشرقية ببرامجه المتنوعة والمميزة بحق والتي تناسب جميع الأعمار صغاراً وكبارا وتلبي جميع الأذواق.

انطلق قبل أيام موسم تنوين، هذا الموسم الذي يناشد الإبداع بداخل النفس ليطلق لها العنان والإلهام، وموسم تنوين هذا العام ينطلق للسنة الثانية بعد نجاح موسم العام الماضي، والذي يحفل بالعديد من اللقاءات والندوات الملهمة وورش العمل حيث تم الإعلان أنها أكثر من 120 فعالية متنوعة.

وفكرة الموسم هي أن يتناول موضوعا مختلفا كل سنة ليسلط الضوء على أصوله وتأثيراته والبحث عن الفرص الممكنة فيه، وخلق أفكار لا تتقيد بالمألوف وإنشاء حواراتٍ لا تنتهي بانتهاء الموسم، «تنوين» حدثٌ ضخم يسعى لتمكين الأفراد من خلال ربط مواهب شباب وشابات سعوديين بالخبرات العالمية، ويقدم دعوة مفتوحة للإلهام والتغيير بطرق جديدة، فالتغييرات الإبداعية المؤثرة كثيرًا ما تبدأ من فكرة واحدة خارجة عن النمط.

يحفل موسم الإبداع «تنوين» بأكثر من 70 ورشة عمل متقدمة، وجميعها جاذبة ولكن ما جذبني أكثر شخصيا هو منصة «تنوين» وهي عبارة عن متحدثين ملهمين وخبراء مؤثرين في مجالاتهم من مختلف أنحاء العالم، يمثلون تقريبا عشرين دولة، حيث تقدم هذه الحوارات والنقاشات باللغتين العربية والإنجليزية تستضيفهم منصة «تنوين»، ليضع تنوين زواره أمام فرصة مهمة لاكتساب المعرفة واكتشاف تجارب مختلفة ومحاضرات وجلسات نقاش وحوارات مثرية، ويوفر أيضا أربعة مسارات متخصصة للوصول إلى صناعات إبداعية ذات محتوى محدد، بما في ذلك المحادثات وورش العمل والاجتماعات وأنشطة التواصل الشبكي، لتسهيل الانخراط في موضوع «اللعب» والتنقل عبر محتوياته المناسبة، حيث يقدم موسم تنوين (اللعب) بمفهوم إبداعي وجديد، حيث يقدمه كونه أكثر من مجرد هروب من الواقع وأبعد من الترفيه والتخفف من ثقل الحياة، فقدمه كقوة تزيد من قدرتنا على التفكير والعمل بشكل خلاق وتغرس الشعور بالإبداع هذا ليس للأطفال فقط وإنما للبالغين وبشكل غير محدود، حيث يؤهلنا اللعب نفسيا ألا نجد حرجًا في الفشل، ومن خلال هذا الاستكشاف يسهل الوصول إلى الأفكار الإبداعية والتعرف عليها ومن ثم التعرف على تأثير اللعب من خلال المنتجات والعمليات وأماكن اللعب والإمكانات التي قد تنتج من محاكاة تطبيقية للألعاب في مختلف المجالات كالعلوم والتصنيع والتواصل، كل ذلك سيساعدنا على استكشاف اللعب كمكون رئيسي في التفكير الإبداعي والإنتاج المبتكر وذلك من خلال الحوارات وورش العمل واللقاءات والعروض التوضيحية والمعارض والمهرجانات، وكثير من الفعاليات المتنوعة الملهمة الأخرى التي يقدمها تنوين هذا العام كالهواء بطعم الحلوى، ولقاء الظلام والطعام، ومعركة الورق، وتحدي تنوين الإبداعية وعروض مسرحية وعرض الدمى العملاقة وغيرها.

سينتهي موسم تنوين وسيبدأ بعدها موسم لا يقل إبداعا عما سبقه، وكل ذلك بتضافر جهود أياد شابة سعودية تعمل ليل نهار في هذا الصرح المتميز، فقد خصص مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ليعنى بالفنون والآداب والعلوم والتراث الثقافي وكذلك بريادة الأعمال.