إسلام فرج - القاهرة

«واشنطن بوست»: قرار ترامب صادم

اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من سوريا يغرق المنطقة في الفوضى.

» صدمة واشنطن

وفي تحليل لـ «إيشان ثارور»، قالت الصحيفة: «قبل أسبوع، صدم الرئيس ترامب واشنطن وأعلن أنه لن يعيق الغزو التركي الوشيك لشمال شرق سوريا، الآن، في غضون بضعة أيام فقط، تجني إدارته بالفعل ما زرعته».

وأضافت: «بدأت غارات تركيا في عدة نقاط على طول حدودها مع سوريا الأسبوع الماضي، وبحلول نهاية الأسبوع، غرقت المنطقة بالفعل في الفوضى».

وأردفت: «قصفت المدفعية التركية المواقع الكردية السورية، في حين ظهرت لقطات تبين تنفيذ رجال الميليشيات المنتمين إلى تركيا عمليات إعدام مروعة للمقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة».

» ذعر المدنيين

وقالت الصحيفة الأمريكية: «حاول عشرات الآلاف من المدنيين المذعورين الفرار من التقدم الذي قادته تركيا، مما أثار مخاوف من نزوح جماعي في نهاية المطاف إلى كردستان العراق، حيث لا يزال أكثر من مليون شخص فروا بسبب النزاع يعيشون في مخيمات».

ولفتت إلى أنه مع العملية التركية، ربما يكون قد فر المئات من معتقلي تنظيم داعش من معسكر اعتقال يديره المقاتلون الأكراد السوريون. وتابعت: «بشكل منفصل، أشارت التقارير إلى أن قوات النظام السوري تتلاقى الآن في المناطق، التي كانت تحرسها قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة القوات التركية»، موضحة أن هذا يعني تحول قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب بشار الأسد لحمايتها.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هدف تركيا من غزوها لشمال شرق سوريا، هو تحطيم الجيب الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق البلاد، والذي اقتطعته قوات سوريا الديمقراطية خلال السنوات القليلة الماضية.

» نهاية لعبة

وأضافت صحيفة «واشنطن بوست»: «تعتبر أنقرة الفصيل الكردي السوري الرئيس بمثابة نتاج مباشر لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة انفصالية كردية محظورة خاضت تمردا دام عشرات السنين في تركيا».

واستطردت: «إذا وقع شمال شرق سوريا تحت المظلة الأمنية لدمشق، فقد يكون ذلك بحد ذاته نتيجة مرضية للأتراك، وأشار المحللون إلى أن دور روسيا في التوسط للتقارب بين الأسد والأكراد السوريين بعد الغزو التركي، قد يكون علامة على نهاية ضمنية للعبة سوريا ناقشها الأتراك والروس».

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن إدارة ترامب قدمت نفسها كمتفرج عاجز إلى حد ما.

» أجندة طموحة

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن مواقف ترامب قبل وبعد الغزو التركي لسوريا تؤكد رغبته في عدم الانخراط في تعقيدات سياسة الشرق الأوسط.

وأضافت: «أيًا كان الأمر، يقول الخبراء إن الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شمال شرق سوريا أمر لا مفر منه -وإن لم يكن بالطريقة الفوضوية التي تم التنفيذ بها»، مضيفة أنه إذا «كان الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية - بغض النظر عن المودة الكبيرة للمقاتلين الأكراد السوريين بين السياسيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين- يتعارض دائمًا مع حاجة واشنطن لإبقاء تركيا في صفها».

وختمت حديثها بالقول: «في الوقت نفسه، وفي المعارضة إلى حد ما للرئيس، وجه كبار المسؤولين في إدارة ترامب سياسة تسمح لقوات سوريا بالاعتقاد بأنها تحظى بدعم لا محدود من الولايات المتحدة، كما اتبعوا أجندة طموحة لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، وهو هدف يتعارض بشدة مع رغبة ترامب في الخروج».